قاعدة أوسيف الإيرانية: بوابة الفوضى في البحر الأحمر وصفقة الخيانة بين البرهان وطهران


 

في خطوة تعكس حجم الارتهان والانحدار السياسي الذي وصلت إليه سلطة بورتسودان وقيادة الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، تم الكشف عن إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة أوسيف الساحلية شمال شرق السودان، وهو تطور خطير يهدد الأمن الإقليمي في البحر الأحمر ويمثل اختراقاً غير مسبوق للسيادة السودانية.

لقد منحت سلطة بورتسودان هذا الموقع الاستراتيجي لإيران تحت غطاء التعاون العسكري والأمني، في وقت يسعى فيه النظام الإيراني إلى فرض نفوذه على ممرات التجارة البحرية وخنق المصالح الدولية عبر التغلغل في دول الساحل الإفريقي. هذه الخطوة لم تأتِ في فراغ، بل جاءت كثمن مقابل للدعم العسكري الذي تقدمه طهران للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، ما يعكس استعداد البرهان للتضحية بسيادة السودان من أجل البقاء في السلطة.

صفقة خاسرة للسودان ومربحة لطهران

الصفقة بين البرهان والإيرانيين لا يمكن وصفها إلا بالخيانة العظمى. فبينما يواصل الجيش إشعال الحرب التي أهلكت البشر والشجر والحجر، تأتي إيران لتستغل هذا الخراب وتُنشئ لنفسها موطئ قدم على البحر الأحمر، إحدى أهم المناطق الاستراتيجية في العالم.

في المقابل، يحصل البرهان على شحنات من الأسلحة والطائرات المسيّرة والذخائر، تُستخدم في قصف المدن وقتل المدنيين، لا لحماية الوطن. وهذا الدعم الإيراني لا يُقدَّم حباً في السودان، بل سعياً لتحويل البلاد إلى ساحة صراع تخدم طهران في مواجهاتها الإقليمية، من اليمن إلى الخليج، ومنه إلى أفريقيا.

سلطة بورتسودان شريكة في التفريط

إن السماح لإيران بإنشاء قاعدة عسكرية في أوسيف هو قرار لم يُتخذ في الخفاء فحسب، بل بمباركة سلطة الأمر الواقع في بورتسودان، التي أصبحت أداة طيعة في يد البرهان وقوى الإسلام السياسي. هذه السلطة لا تُمثل إرادة الشعب السوداني، بل تعمل كسلطة وكيلة تُنفذ أجندات خارجية، حتى لو كان الثمن هو زعزعة استقرار البحر الأحمر وجر السودان إلى تحالفات مشبوهة تعزله عن محيطه العربي والدولي.

خطر يهدد الأمن الإقليمي والدولي

وجود قاعدة إيرانية على شواطئ البحر الأحمر يُمثل تهديداً مباشراً لحركة التجارة الدولية، ولأمن الدول المطلة على هذا الممر الحيوي، خصوصاً المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج. وهذا يضع السودان في مواجهة محتملة مع دول شقيقة كانت، حتى وقت قريب، سنداً للشعب السوداني في محنه.

من الواجب على القوى الوطنية السودانية، وعلى المجتمع الإقليمي والدولي، الوقوف بحزم ضد هذا الاختراق الخطير. يجب فضح هذه الصفقة أمام الرأي العام العالمي، والتحرك الفوري لطرد أي وجود أجنبي عسكري غير شرعي من الأراضي السودانية، بدءاً بقاعدة أوسيف.

كما يجب محاسبة كل من تورط في هذه الصفقة، من البرهان إلى قيادات سلطة بورتسودان، بتهمة خيانة الوطن وتهديد الأمن القومي والإقليمي.

إن السودان لا يستحق أن يتحول إلى ساحة نفوذ إيراني أو غيره. فالشعب السوداني لم يقدّم التضحيات من أجل أن تتحول أرضه إلى مرتع للقوى الطامعة، بل من أجل الحرية والسيادة والسلام.

إرسال تعليق

أحدث أقدم