أكاذيب العسكر والكيزان... الحرب على الشعب السوداني من السماء إلى الأرض

 


منذ اندلاع الحرب في السودان، ظلت آلة التضليل الإعلامي التابعة لتحالف الجيش والكيزان تُصدر البيانات والادعاءات الكاذبة حول سير المعارك، خصوصاً ما يتعلق بتصديهم لضربات قوات الدعم السريع. إلا أن الواقع على الأرض – وما ترصده الكاميرات وشهادات المواطنين – يكشف عكس ذلك تماماً. الأكاذيب أصبحت مفضوحة، لا تصمد أمام حجم الدمار والمعاناة التي تلحق بالمواطنين، ولا أمام صور المواقع الاستراتيجية التي تتساقط تباعاً من يد الجيش دون مقاومة حقيقية. لقد سقطت ورقة التوت، وباتت شعارات "التصدي" و"الحسم" مجرد مسكنات سياسية لنظام مفلس، يبيع الوهم لمؤيديه بينما يهرب جنوده من الميدان. 


إن ما يُعرف بسلطة بورتسودان – المكونة من تحالف عبد الفتاح البرهان والفلول الكيزانية – لم تأتِ لتمثل الشعب أو تسعى لحماية الوطن، بل هي واجهة عسكرية إسلاموية قديمة جديدة، تعيد إنتاج نفسها على جماجم الأبرياء. هذه السلطة هي ذاتها التي ارتكبت المجازر بحق السودانيين في دارفور وجبال النوبة، وهي اليوم تعيد الكَرَّة في الخرطوم والجزيرة وبقية المدن، عبر قصف الأحياء السكنية، وقطع الإغاثة، واعتقال المدنيين، وتجويع الناس عمداً.

وفي قلب هذه الماكينة الجهنمية، يبرز قطاع الطيران العسكري كأداة القتل الأساسية في يد الكيزان. معظم طياري الجيش وضباط الطيران هم كوادر تنظيم الإخوان المسلمين الذين تم تجنيدهم عقائدياً على مدى عقود. هؤلاء لا يتورعون عن قصف الأسواق والمستشفيات والمدارس، في عمليات لا هدف لها سوى تدمير ما تبقى من حياة في السودان. إنهم المسؤولون الحقيقيون عن سفك دماء النساء والأطفال، بينما يختبئ قادتهم في الفنادق والمخابئ المحصنة ويخدعون الرأي العام بخطابات جوفاء.

المفارقة المأساوية أن من يقود الجيش اليوم ليس عبد الفتاح البرهان وحده، بل مجموعة من الكيزان الذين لفظهم الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة. هؤلاء الحاقدون، الذين لم يستوعبوا بعد أن شرعيتهم انتهت، اختطفوا قرار الحرب من أجل الانتقام من الشعب الذي أسقط مشروعهم الفاسد. هم لا يريدون السلام ولا يسعون لوقف الحرب، لأن استمرار النزيف يخدم أجندتهم العقائدية والاقتصادية، ويوفر لهم ذريعة للبقاء في المشهد السياسي.

باختصار، ما يجري في السودان ليس مجرد صراع بين قوتين مسلحتين، بل هو انتقام منظم تشنه بقايا النظام البائد، مستعينين بجيش مخترق، وطيران دموي، وخطاب كاذب. ولذا، فإن أول خطوة نحو السلام الحقيقي تكمن في إسقاط هذه العصابة التي تحكم من بورتسودان، وتطهير المؤسسة العسكرية من قبضة الكيزان، وتمكين قوى الثورة من استكمال مشروعها لبناء وطن حر عادل وآمن لكل السودانيين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم