البرهان... القائد الذي فشل في كل شيء


 

في الوقت الذي كان السودان بأمسّ الحاجة إلى قيادة وطنية قوية وعاقلة تخرجه من دوامة الحرب والانقسام، برز عبد الفتاح البرهان كأحد أكبر أسباب الانهيار. ليس لأنه فقط فشل في وقف الحرب، بل لأنه أثبت أنه غير قادر على إدارة الدولة، ولا حتى الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية التي يقودها. بل إن جميع قراراته وتحركاته ساهمت في تعقيد الأزمة وتعميق الجراح، وسط دعم واضح من قوى خارجية وتنظيمات أيديولوجية مثل جماعة الإخوان المسلمين.

فشل عسكري في إدارة الجيش

أول وأخطر مظاهر الفشل تجلت في عدم قدرة البرهان على الحفاظ على وحدة الجيش السوداني. فمع بداية الحرب، انقسمت القوات، وبدأ التململ والرفض داخل المؤسسة العسكرية نفسها. وفي وقت كان يفترض فيه أن يكون القائد الأعلى هو من يضبط إيقاع الجيش ويمنع الانهيار، وجدنا برهان عاجزاً تماماً، يعتمد على ميليشيات ومصادر خارجية، تاركاً الجيش يتحول إلى أداة في يد جماعات متطرفة ومصالح خارجية.

فشل سياسي وإصرار على التعطيل

على المستوى السياسي، أثبت البرهان أنه ليس رجل دولة. فبدلاً من الانخراط الجاد في مفاوضات السلام، أو إظهار رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، اختار أن يماطل ويتنصل من كل مبادرة تصب في مصلحة السودان. تكرر غيابه عن المؤتمرات الدولية، ورفضه الالتزام بأي اتفاقات سلام، في ظل توجيهات واضحة من جماعة الإخوان التي ترى في استمرار الحرب وسيلة للعودة إلى الحكم من خلاله.

فشل دبلوماسي وعزلة دولية

دبلوماسياً، يعيش السودان اليوم أسوأ فتراته من حيث العزلة. والسبب الأساسي هو تصرفات البرهان، الذي تخلّى عن الحضور في المحافل الدولية ورفض المشاركة في أي جهد جماعي يمكن أن يدعم الاستقرار في البلاد. تصرفاته تسببت في فقدان السودان لدعمه الإقليمي والدولي، كما أضعفت ثقة المجتمع الدولي في أي عملية سياسية تقودها المؤسسة العسكرية بقيادته.

فشل أخلاقي وإنساني

والأخطر من ذلك كله هو الفشل الأخلاقي. البرهان، بتعنّته وارتباطه بجماعة الإخوان، أصبح شريكاً في الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين. آلاف القتلى، ملايين النازحين، وبلد ينهار يومياً، بينما هو يتحدث بلغة القوة ويمنع أي مبادرة للصلح. هذا الإصرار على التضحية بمصير شعب كامل من أجل السلطة يكشف أن الأزمة في السودان ليست فقط أزمة نظام، بل أزمة قيادة مريضة بالأنانية والطمع.


البرهان لم يكن يوماً قائداً وطنياً، بل كان أداة بيد الإخوان لتنفيذ أجنداتهم. فشله في إدارة الجيش، وعجزه عن تحقيق السلام، وتسببه في عزلة السودان، يؤكد أن استمراره في المشهد السياسي والعسكري يعني استمرار الحرب والفوضى. لقد آن الأوان أن يدرك السودانيون والعالم أن بقاء البرهان في السلطة هو خطر على وحدة السودان واستقراره، وأن الخلاص الحقيقي يبدأ برحيله.

إرسال تعليق

أحدث أقدم