الغزواني والبرهان: قصتان لقادة الدفاع في أفريقيا العربية

 


عندما نلقي نظرة على الواقع السياسي في بعض الدول الإفريقية، نجد أن التاريخ يكتب قصصاً مختلفة لقادتها، فبينما يرتقي بعضهم إلى آفاق جديدة من التطور والازدهار، يُضيع آخرون الفرصة الذهبية التي تمنحها لهم المسؤولية السياسية.

في موريتانيا، نجد أن الرئيس محمد ولد الغزواني، الذي كان وزيراً للدفاع سابقاً، استطاع أن يحقق نجاحاً ملحوظاً بتوليه رئاسة البلاد. فقد تمكن من تحقيق وحدة الشعب الموريتاني وتنميته، وهو الأمر الذي ساهم في تعزيز الاستقرار والتقدم في البلاد. بفضل جهوده وتفانيه في خدمة الشعب، انطلقت موريتانيا نحو مستقبل واعد يحمل في طياته التطور والازدهار.

أما في السودان، فقد كان اللواء عبد الفتاح البرهان، الذي كان أيضاً وزيراً للدفاع، فرصة لتحقيق تغيير إيجابي وتقدم للبلاد. لكن للأسف، كان اهتمامه أكثر برضا الفئة الحاكمة من دون أن يولي اهتماماً كافياً برفاهية واحتياجات الشعب السوداني بأسره. فنتيجة لذلك، فقد فقد السودان الفرصة الذهبية للنهوض والتطور، وبات يعاني من الظلمات والتفرق التي ألقت بظلالها على مسار تطوره.



لذا، يظهر الفارق الواضح بين مساري السودان وموريتانيا، حيث أن الأولى اختارت الاهتمام برفاهية شعبها وتحقيق وحدته وتنميته، في حين انشغلت الثانية بمصالح ضيقة تركت الشعب يعاني وتراجعت بها إمكانيات البلاد.

لذا، يجب أن يكون درساً للقادة السياسيين في العالم العربي والإفريقي أن الاهتمام برفاهية الشعوب وتحقيق وحدتها وتنميتها هو الطريق الصحيح نحو المستقبل المشرق، وأن الاهتمام بمصالح ضيقة ورضا فئة معينة لن يؤدي سوى إلى المزيد من الفوضى والتخلف.

إرسال تعليق

أحدث أقدم