السودان يواجه تحديات كبيرة ومعقدة في هذه الفترة الحرجة من تاريخه، فهو يجتاز مرحلة حرجة تتطلب من القوى الدولية والإقليمية والداخلية العمل بجدية لتفادي الانهيار والتقسيم. ومن بين العوامل التي قد تسهم في تفاقم هذه الأزمة هو دور البرهان وجيشه، والذي يمكن أن يدفع السودان نحو أن يصبح ساحة لنفوذ إيراني وساحة لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين، مما يؤدي إلى تقسيم البلاد وجعلها دولة مفككة ومنهارة.
تحت قيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، شهد السودان تحولات سياسية هامة، خاصة بعد الإطاحة بالنظام السابق لعمر البشير. ومع ذلك، فإن الطريق نحو الاستقرار والديمقراطية لا يزال مليئًا بالتحديات، ومن بين هذه التحديات هو مخاطر الانجراف نحو النفوذ الإقليمي السلبي.
أحد هذه المخاطر هو تحول السودان إلى ساحة لنفوذ إيراني، حيث يمكن أن يستغل النظام الإيراني الفراغ السياسي والاقتصادي في السودان لتعزيز نفوذه وتوسيع نشاطاته في المنطقة. قد يتضمن ذلك دعم جماعات مسلحة، وتقديم المساعدات المالية والعسكرية، وتشكيل تحالفات سياسية تخدم مصالح إيران على حساب استقرار السودان وأمنه.
علاوة على ذلك، هناك خطر آخر يتمثل في استغلال الإخوان المسلمين للفرصة لتعزيز نفوذهم في السودان. فالإخوان المسلمون، الذين يعتبرون جماعة سياسية ودينية تهدف إلى تحقيق الهيمنة السياسية، قد يستغلون الفوضى السياسية والاقتصادية في السودان لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب استقرار البلاد ووحدتها.
ومع ذلك، يجب على الجماعة الدولية والدول الإقليمية العمل بجدية لمنع تحول السودان إلى ساحة للنفوذ السلبي. يجب على المجتمع الدولي دعم العملية السياسية في السودان، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز الاستقرار وبناء المؤسسات الديمقراطية. وعلى الدول الإقليمية أن تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي ومكافحة التدخلات الخارجية السلبية التي قد تهدد استقرار السودان وسلامتها.
بالتالي، فإن تفادي تحول السودان إلى ساحة للنفوذ الإيراني والإخوان المسلمين يتطلب جهوداً مشتركة وتعاوناً دولياً وإقليمياً فعّالاً. إذا تمكنت الجهود المشتركة من تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة في السودان، فإنه يمكن أن يتجنب البلد مصير التقسيم والانهيار ويستعيد مكانته كدولة موحدة ومزدهرة في المنطقة.