احتجاجات لندن تسلط الضوء على انتهاكات الجيش السوداني واستخدام الأسلحة الكيميائية


 

في مشهد عبّر عن غضب الجالية السودانية وصرخة إنسانية مدوية في وجه الصمت الدولي، شهدت العاصمة البريطانية لندن، يوم الأحد، تظاهرة حاشدة نظّمها سودانيون ونشطاء حقوقيون احتجاجًا على الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه، وعلى رأسها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في مناطق النزاع.

احتشد العشرات في إحدى الساحات المركزية بلندن، رافعين أعلام السودان ولافتات كُتب عليها شعارات مثل: "أوقفوا الأسلحة الكيميائية" و"دعوا أطفالنا يتنفسون" و"لا للحرب على المدنيين". وارتدى عدد من المحتجين أقنعة وملابس واقية صفراء ترمز إلى خطر الهجمات الكيميائية التي طالت أحياء سكنية ومناطق مأهولة بالنساء والأطفال في السودان.

وأكد المشاركون في الوقفة أن ما يجري في السودان لم يعد مجرد نزاع داخلي، بل كارثة إنسانية تستوجب تدخلاً دوليًا عاجلاً. وقالت إحدى الناشطات المشاركات في التظاهرة:
"الشعب السوداني يعاني من جرائم مروعة، وهذه الوقفة هي رسالة للعالم أن لا يقف مكتوف الأيدي بينما يُقتل الأبرياء بأسلحة محظورة دوليًا."

استخدام الأسلحة الكيميائية: انتهاك خطير للقانون الدولي

أثارت التقارير المتكررة عن استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين موجة استياء وغضب، خصوصًا مع توثيق حالات إصابة واختناق في مناطق عدة. ويُعد استخدام هذه الأسلحة المحظورة انتهاكًا صارخًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تُعد من أركان القانون الدولي الإنساني.

وبالرغم من هذه الادعاءات الخطيرة، لم تصدر السلطات السودانية أي تعليق رسمي حول التظاهرة أو الاتهامات الموجهة للجيش، ما زاد من الشكوك حول حقيقة ما يحدث على الأرض ودفع المتظاهرين لتجديد الدعوة لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.

دعوات لمحاسبة الجناة

طالب المحتجون المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، باتخاذ خطوات حازمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما دعوا الحكومات الغربية إلى وقف دعمها غير المباشر للنظام العسكري السوداني، مؤكدين أن استمرار الصمت يمنح مرتكبي الجرائم الضوء الأخضر لمواصلة انتهاكاتهم.

وقال أحد المشاركين في التظاهرة:
"إذا سُمح للجيش السوداني باستخدام أسلحة محرّمة دون محاسبة، فإن ذلك يفتح الباب أمام فظائع أكبر ليس فقط في السودان، بل في أي مكان يتراجع فيه القانون الدولي."

أزمة إنسانية تتفاقم

تأتي هذه التظاهرة وسط أوضاع إنسانية كارثية يعيشها السودان، حيث أجبر النزاع المستمر ملايين المدنيين على النزوح من منازلهم، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى انهيار البنية التحتية الصحية.

ويأمل منظمو التظاهرة أن تسهم هذه الاحتجاجات في لفت أنظار العالم إلى الجرائم المسكوت عنها، وفتح تحقيقات دولية جادة تضع حدًا لدوامة العنف والإفلات من العقاب التي تعاني منها البلاد.

في الختام، فإن صرخات المتظاهرين في شوارع لندن لا تمثل فقط صوت جالية مغتربة، بل هي صوت أمة تُقتل في صمت، ويجب على العالم أن ينصت له.

إرسال تعليق

أحدث أقدم