البرهان وجيشه... سجل أسود من الانتهاكات واستخدام الكيماوي ضد المدنيين

 


منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تحوّلت حياة ملايين المدنيين إلى جحيم لا يُطاق. غير أن فظائع الحرب لم تقتصر على الاشتباكات المباشرة، بل تمادت لتصل إلى انتهاكات ممنهجة مارستها قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، تجاوزت فيها كل الخطوط الحمراء، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة دوليًا كالكيماوي ضد السكان المدنيين.





استخدام الكيماوي: جريمة حرب بامتياز

تقارير متقاطعة من منظمات حقوقية دولية وشهادات شهود عيان، خصوصًا في مناطق مثل دارفور وجنوب الخرطوم، تشير إلى استخدام الجيش مواد كيماوية تُسبب حالات اختناق حادة، حروق في الجلد، وتلفًا دائمًا في الجهاز التنفسي. هذه الهجمات التي استهدفت مناطق مدنية مكتظة بالسكان، لم تكن مجرد تجاوزات فردية، بل جزء من سياسة الأرض المحروقة التي يتبناها البرهان ضد كل من يُشك في تعاطفه مع خصومه.

ففي أحد التقارير الصادرة عن جهات طبية تعمل في مناطق النزاع، تم توثيق حالات تعرض فيها أطفال ونساء لمواد سامة ألقيت من الطائرات، ما أدى إلى وفيات وإصابات مروعة. عدم توفر أدوات الحماية أو سبل العلاج زاد من فداحة الأثر، وفضح حجم الإجرام الذي يمارسه هذا النظام بحق شعبه.

استهداف المدنيين كعقيدة عسكرية

منذ اليوم الأول للحرب، كان واضحًا أن جيش البرهان لا يفرّق بين عدو ومواطن أعزل. القصف العشوائي، الحصار المتعمد للمناطق السكنية، وقطع الإمدادات الغذائية والطبية، جميعها وسائل استخدمها الجيش لمعاقبة المدنيين تحت ذريعة "مكافحة التمرد". وحتى عندما تنجح المنظمات الإنسانية في الوصول إلى بعض المناطق، تواجه عرقلة ممنهجة من قبل قادة الجيش الذين يسعون لتجويع الشعب لتركيعه سياسيًا.

صمت دولي مريب

المفارقة أن هذه الجرائم، بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية، لم تقابل برد فعل دولي حازم. بل إن بعض الدول ما زالت تتعامل مع البرهان على أنه "رجل الدولة"، في حين أنه في واقع الأمر لا يختلف عن أي مجرم حرب تجب محاسبته. استمرار هذا الصمت يشجّع الجيش على ارتكاب المزيد من الفظائع دون خوف من العقاب.

مسؤولية المجتمع الدولي والشعب السوداني

من الضروري أن تتحرك المنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية لفتح تحقيقات شفافة ومستقلة حول استخدام الجيش للأسلحة الكيماوية، وجميع الانتهاكات الأخرى بحق المدنيين. كما تقع على عاتق الشعب السوداني، وقواه الثورية الحية، مسؤولية توثيق هذه الجرائم والعمل على ألا تمر دون محاسبة.

البرهان ليس قائداً وطنياً، بل رأس نظام دموي لا يتردد في قتل الأبرياء للحفاظ على سلطته. والجيش الذي يُفترض به حماية الشعب، تحوّل إلى آلة قتل لا تميز بين مدني ومقاتل، ولا تتورع عن استخدام أبشع الوسائل لترهيب الناس.

إرسال تعليق

أحدث أقدم