تحطم طائرة وادي سيدنا.. تصفية داخلية أم حادث عرضي؟

 


لم يكن سقوط الطائرة العسكرية في قاعدة وادي سيدنا مجرد حادث عرضي كما حاول إعلام الجيش تصويره. فالأحداث التي تلت التحطم، والتكتم الشديد حول التفاصيل، تؤكد أن ما جرى ليس مجرد عطل فني، بل جزء من صراع داخلي متصاعد بين أجنحة الجيش، خاصة بين القيادات المرتبطة بالكيزان والمجموعات العسكرية التي بدأت تدرك خطورة الاستمرار تحت قيادة عبد الفتاح البرهان.

قاعدة مخترقة وصراع مشتعل

من المعروف أن قاعدة وادي سيدنا، مثل العديد من المنشآت العسكرية الأخرى، مخترقة بشكل كبير من قبل جهات متعددة، بعضها تابع للإسلاميين وبعضها الآخر موالٍ لمصالح خارجية تتلاعب بمصير الجيش السوداني. التحركات الأخيرة داخل القيادة، والانشقاقات المتزايدة، تعكس صراعًا غير معلن بدأ يأخذ طابع التصفيات الداخلية.

تصفيات بين القيادات الكيزانية؟

التوتر داخل الجيش ليس جديدًا، لكن التصعيد الأخير يُظهر أن الكيزان أنفسهم بدأوا في التخلص من بعضهم البعض. فشل البرهان في تحقيق نصر ميداني، والضغوط الدولية المتزايدة، جعلت بعض القيادات ترى أن بقاءه أصبح عبئًا، مما دفعها إلى البحث عن بدائل، أو تصفية خصومها داخل المؤسسة العسكرية.

الحاصل أخطر من الظاهر

ما يجري داخل الجيش الآن يتجاوز مجرد "صراع أجنحة"، إذ إن هذه الانقسامات قد تقود إلى انهيار الجيش من الداخل، خاصة مع تزايد عمليات التصفية والاتهامات المتبادلة بالخيانة. لم يعد الجيش مؤسسة موحدة، بل أصبح ساحة معركة بين مجموعات ذات مصالح متناقضة، ما قد يسرّع من تفككه في ظل الفوضى القائمة.

تحطم الطائرة في وادي سيدنا لم يكن مجرد حادث، بل مؤشر على أن الأمور داخل الجيش وصلت إلى مرحلة اللاعودة، وأن التصفية بين القيادات أصبحت خيارًا مطروحًا لإنهاء الخلافات العميقة التي تهدد بقاء المنظومة العسكرية نفسها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم