جيش البرهان يبدأ بتصفية قواته في الفاشر عبر القصف الجوي للمرة الثانية

 

في تطور خطير يعكس حالة الفوضى واليأس التي يعيشها الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، استهدف طيران الجيش قواته بالقرب من الفرقة السادسة مشاة في الفاشر بتاريخ 6 فبراير 2025، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنوده. تأتي هذه الحادثة كجزء من سلسلة استهدافات متكررة بدأ الجيش بتنفيذها ضد عناصره، في خطوة تعكس فقدانه السيطرة واستعداده للتضحية بجنوده بدلاً من وقوعهم أسرى بيد قوات الدعم السريع.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها طيران الجيش قواته في الفاشر، حيث سبق أن شهدت المدينة حادثة مماثلة، مما يؤكد أن هذه الضربات ليست مجرد أخطاء عسكرية، بل سياسة مقصودة تهدف إلى تصفية الجنود الذين أصبح الجيش يعتبرهم عبئًا عليه، مع اقتراب قوات الدعم السريع من حسم المعركة والسيطرة الكاملة على المدينة.

يبدو أن القيادة العسكرية، التي فقدت زمام الأمور في دارفور، لم تجد خيارًا سوى التضحية بقواتها لمنع انهيارها أو فرارها أو وقوعها في الأسر. هذا الأسلوب يعكس اليأس الذي يعيشه جيش البرهان، حيث أصبح الطيران أداة لتصفية القوات بدلاً من دعمها في القتال، مما يكشف حجم الانقسام الداخلي والتخبط في صفوف القيادة العسكرية.

تكرار هذه الضربات الجوية ضد القوات الحكومية لا بد أن يترك أثرًا سلبيًا كبيرًا على معنويات الجنود، الذين باتوا يدركون أنهم أصبحوا أهدافًا مشروعة لطيرانهم، في مشهد يعكس انهيار الثقة بين القيادة والعناصر الميدانية. هذه التطورات قد تدفع المزيد من الجنود إلى الانشقاق أو الفرار، مما يعجل بانهيار الجيش في دارفور ويفتح الباب أمام سيطرة الدعم السريع على الفاشر بالكامل.

ما يحدث في الفاشر هو دليل واضح على أن جيش البرهان لم يعد يملك استراتيجية عسكرية واضحة سوى استهداف قواته والتخبط في قراراته. ومع تكرار القصف الجوي على جنوده، يبدو أن الجيش يعيش أيامه الأخيرة في دارفور، حيث يقترب الدعم السريع من فرض سيطرته الكاملة على المدينة، في ظل انهيار داخلي غير مسبوق داخل صفوف الجيش.

إرسال تعليق

أحدث أقدم