عثمان جعفر الكوبرا: انشقاق الضمير العسكري وانضمام للقضية السودانية


 في خطوة تُعدُّ علامة فارقة في سياق الصراع الدائر بالسودان، أعلن الضابط عثمان جعفر الكوبرا انشقاقه عن جيش عبد الفتاح البرهان، مُبررًا خطوته بالجرائم المستمرة التي يرتكبها الجيش تحت قيادة البرهان والتوجهات المدمرة لجماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على القرار داخله.

عثمان جعفر الكوبرا، المعروف بسمعته العسكرية المرموقة وأخلاقه العالية، اتخذ قراره بالانضمام إلى قوات الشعب السوداني الشجاعة، ممثلة في قوات الدعم السريع. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس للغاية، حيث يعاني الشعب السوداني من ويلات الحرب، وتزداد فيه المطالبات بتحقيق العدالة والسلام ورفض كل أشكال القمع والديكتاتورية.

بحسب تصريحات الكوبرا، فإن قرار الانشقاق جاء بعد إدراكه العميق لحجم الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين السودانيين، بما في ذلك استهداف الأطفال والنساء، وعمليات القصف العشوائي التي دمرت البنية التحتية وأرهبت المواطنين. كما أشار إلى أن الجيش تحت قيادة البرهان قد أصبح أداة طيعة في يد الإخوان المسلمين، تُنفذ أجندات تهدف إلى إبقاء السودان رهينة للفساد والاستبداد.

وجّه الكوبرا رسالة لزملائه في الجيش، داعيًا إياهم إلى الوقوف مع الشعب السوداني ومغادرة صفوف النظام الذي يقتل أبناء وطنه لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. وأكد أن الانحياز للحق والشعب هو واجب وطني وأخلاقي لا يقبل المساومة.

اختار الكوبرا الانضمام إلى قوات الدعم السريع التي وصفها بأنها "قوات الشعب السوداني الشجاعة"، معتبرًا أنها الخيار الأنسب للدفاع عن حقوق السودانيين ومواجهة الطغيان. وعبّر عن تقديره لدور هذه القوات في حماية المدنيين ومقاومة مشروع الهيمنة الذي يسعى البرهان إلى فرضه.

يشكّل انشقاق الكوبرا ضربة قوية لجيش البرهان، ويُبرز مدى تزايد الاستياء داخل صفوف القوات المسلحة من سياسات القيادة العليا. كما يُلقي الضوء على تآكل الولاء داخل الجيش نتيجة الجرائم والانتهاكات المستمرة.

إن انشقاق عثمان جعفر الكوبرا ليس مجرد خطوة فردية، بل هو صرخة في وجه الظلم والاستبداد. وهي دعوة لكل القوى السودانية للعمل معًا لإنقاذ الوطن من براثن الحرب والفساد، وتحقيق حلم الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام.

إرسال تعليق

أحدث أقدم