البرهان وحكومته: عرقلة حماية المدنيين في السودان ودعم استمرار الحرب

 


في خضم الحرب الدائرة في السودان، تظهر بشكل جلي سياسات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وحكومته، التي يبدو أنها تعمل على عرقلة أي جهود تهدف إلى حماية المدنيين وإنهاء النزاع. هذه السياسات ليست مجرد إخفاقات عرضية، بل هي منهجية متعمدة تهدف إلى استدامة الصراع لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية على حساب الشعب السوداني.

عرقلة حماية المدنيين

أظهر البرهان وحكومته تجاهلاً واضحاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي التي تضمن حماية المدنيين في مناطق النزاع. فبدلاً من اتخاذ تدابير فعالة لحماية السكان العزل من ويلات الحرب، تورط الجيش السوداني في استهداف المدنيين والبنية التحتية، مما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتدمير المجتمعات المحلية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمدت الحكومة تعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. ورغم المناشدات الدولية، فإن الحكومة تواصل تجاهل مسؤولياتها، مما يؤكد رغبتها في استخدام معاناة المدنيين كورقة ضغط سياسية.

التحريض على استمرار الحرب

لم يقتصر دور البرهان على عرقلة الجهود المحلية لحماية المدنيين، بل تعداه إلى التحريض ضد أي محاولات دولية تهدف إلى وقف الحرب. ومن أبرز الأمثلة على ذلك تأييد السودان للفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني الذي دعا إلى تعزيز دور الأمم المتحدة في تحقيق السلام بالسودان.

هذا التأييد يُظهر بوضوح رغبة الحكومة السودانية في استبعاد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أي مساعٍ تهدف إلى إنهاء الصراع. فالبرهان يفضل إبقاء الأمور تحت سيطرته الشخصية، حيث يمكنه المناورة سياسياً والاستفادة من حالة الفوضى لتعزيز سلطته، بدلاً من قبول حلول سلمية قد تُنهي نفوذه.

دور الفيتو الروسي

دعم السودان للفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني لم يكن مصادفة، بل يعكس تلاقي المصالح بين نظام البرهان وحلفائه الدوليين الذين يسعون إلى تعزيز نفوذهم في المنطقة على حساب الشعب السوداني. هذا الموقف يوضح أن البرهان لا يمثل تطلعات الشعب السوداني للسلام، بل يعمل كأداة لتعزيز الانقسامات والصراعات خدمة لأجندات خارجية.

النتيجة: عواقب وخيمة على السودان

سياسات البرهان وحكومته في عرقلة حماية المدنيين والتحريض على استمرار الحرب تركت البلاد على شفا كارثة إنسانية وسياسية. ومع كل يوم يمر، تزداد معاناة السودانيين وتتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل أي أمل في استعادة السلام والاستقرار أكثر صعوبة.

إن الشعب السوداني بحاجة إلى دعم دولي حقيقي لإنهاء معاناته. ويتطلب ذلك تجاوز العقبات التي يضعها البرهان ونظامه أمام الجهود الدولية. كما يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف صارم ضد هذه السياسات المدمرة، والعمل على تعزيز الحلول السلمية التي تضمن حماية المدنيين وإنهاء الحرب.

البرهان وحكومته لا يمثلون تطلعات السودانيين للسلام والعدالة. بل إنهم يمثلون عائقاً أمام تحقيق أي استقرار مستدام. ومهما طال أمد هذا الصراع، فإن إرادة الشعب السوداني ستبقى أقوى من أي محاولات لعرقلة حريته ومستقبله.

إرسال تعليق

أحدث أقدم