جهود دكتور عبد الله حمدوك في مواجهة فكر الكيزان والإخوان المسلمين الفاسد في السودان


 

مثَّلت فترة تولي الدكتور عبد الله حمدوك رئاسة الوزراء في السودان نقطة تحول حاسمة في مسار البلاد، حيث سعى لإرساء دعائم الدولة المدنية ومحاربة الفكر الفاسد الذي زرعه نظام الكيزان والإخوان المسلمين في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أدرك حمدوك، منذ توليه المنصب، أن تفكيك هذه المنظومة المتجذرة ليس مجرد خطوة سياسية، بل ضرورة وطنية تهدف إلى تحرير السودان من قبضة الأيديولوجيات التي كرست الفساد والتسلط على مدى عقود.

تفكيك نظام التمكين وتطهير مؤسسات الدولة

أحد أهم إنجازات حمدوك كان دعمه لمشروع لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، التي عملت على إزالة عناصر الكيزان من المناصب الحساسة التي استخدمت لتعزيز سلطة التنظيم على حساب الكفاءة والنزاهة. بفضل هذه اللجنة، تم استعادة بعض الأصول المنهوبة وتفكيك شبكات الفساد التي رسخها نظام عمر البشير. هذا الجهد أظهر جدية حمدوك في التصدي لكل محاولات الالتفاف على الثورة والسعي لإقامة نظام شفاف يخدم مصالح الشعب السوداني.

مواجهة النفوذ الاقتصادي للإخوان المسلمين

اعتمدت جماعة الإخوان المسلمين في السودان على شبكة واسعة من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي كانت تعمل لصالح قلة من النخب المقربة، بينما ظل الشعب يعاني من الفقر والتهميش. واجه حمدوك هذه الهيمنة الاقتصادية عبر إعادة هيكلة الاقتصاد والحد من الامتيازات التي كان يحظى بها رجال أعمال مرتبطون بالجماعة، وعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز الاقتصاد الوطني.

كما دعم حمدوك إصلاحات شملت تخفيف سيطرة الدولة على القطاعات الحيوية وإعادة توجيه الدعم المالي نحو الفئات الأكثر احتياجًا، بدلاً من توجيهه لمصالح النخب.

دعم قيم الدولة المدنية والديمقراطية

أولى حمدوك أهمية كبرى لنشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث سعى إلى تعزيز دولة المواطنة التي تتجاوز الانتماءات الحزبية أو الأيديولوجية. عمل على حماية الحريات العامة وتقليص تأثير التيارات الأصولية التي سعت إلى فرض رؤاها المتشددة على المجتمع. كما دعم حواراً مجتمعياً شاملاً يهدف إلى تعزيز التعايش السلمي بين مختلف المكونات السودانية.

التصدي لتسييس الدين وتفكيك الخطاب المتطرف

واجه حمدوك محاولات تسييس الدين التي استخدمها الكيزان لترسيخ حكمهم. عمل على إبعاد الدين عن استغلاله السياسي، مؤكدًا أن الدولة يجب أن تكون محايدة في قضايا الدين، وأن الشريعة ليست وسيلة لتمكين جماعة معينة على حساب بقية السودانيين. هذه السياسة ساهمت في إعادة الثقة للمواطنين في مستقبل السودان بعيدًا عن استغلال الدين لتحقيق مصالح ضيقة.

بالرغم من هذه الجهود، واجه حمدوك تحديات وضغوطاً كبيرة من داخل وخارج السودان. لم تكن عملية تفكيك فكر الكيزان سهلة، إذ عملت فلول النظام السابق على عرقلة الإصلاحات وإثارة القلاقل لضمان بقاء مصالحها. كما تعرض لضغوط إقليمية ودولية تتعلق بموقف السودان من ملفات حساسة مثل التطبيع والعلاقات الإقليمية.

تُعد جهود الدكتور عبد الله حمدوك في مواجهة فكر الكيزان والإخوان المسلمين الفاسد نقطة مضيئة في تاريخ السودان الحديث. ورغم التحديات التي واجهها، فقد أرسى دعائم دولة جديدة تحترم التعددية وتحارب الفساد. ترك حمدوك إرثًا سياسيًا وفكريًا يعكس رؤيته لبناء سودان جديد يقوم على قيم العدالة والشفافية، بعيدًا عن استغلال الدين والسياسة لتحقيق مصالح ضيقة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم