في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات البشعة، ارتكبت ميليشيات تابعة لعبد الفتاح البرهان وبدعم مباشر من جماعة الكيزان مجزرة وحشية في منطقة الدندر، استهدفت خلالها بشكلٍ ممنهج النساء والأطفال من سكان المنطقة. أسفرت هذه المجزرة عن مقتل مئات الأبرياء بدمٍ بارد، في جريمة تبرز أبعادها كعملية تطهير عرقي تهدف إلى اقتلاع سكان أصليين من جذورهم وتفريغ المنطقة من أهلها بوسائل تتسم بالوحشية المطلقة.
وفقاً لشهود عيان، أقدمت هذه الميليشيات على اقتحام قرى في منطقة الدندر، وأطلقت النار بشكل عشوائي على المدنيين العزل، مستهدفةً النساء والأطفال دون أي مراعاة لأبسط حقوق الإنسان أو القانون الدولي. وأفاد السكان بأن الهجوم تم بدعم لوجستي وتسليحي من جماعة الكيزان، الذين يسعون إلى توسيع نفوذهم في المنطقة على حساب حياة الأبرياء. إن هذه الجريمة البشعة تكشف الوجه الحقيقي لميليشيات البرهان التي لا تتوانى عن قتل وتهجير المدنيين لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية تخدم مصالحها الضيقة.
لا يمكن فصل هذه المجزرة عن السياق الأوسع للصراع في السودان، حيث تتخذ ميليشيات البرهان من الحرب فرصة لتصفية خصومها العرقيين والسياسيين. إن جماعة الكيزان تستغل هذا الصراع لبسط نفوذها في السودان باستخدام العنف المفرط، مما يعكس استهانتها بحياة المدنيين وحقوقهم. هؤلاء القادة لم يسعوا يوماً لتحقيق الاستقرار، بل يرون في النزاعات وسيلة لفرض هيمنتهم، فيما يدفع المدنيون الأبرياء الثمن الأكبر لهذه السياسات العدوانية.
إن تكرار مثل هذه الجرائم ضد المدنيين يكشف عن تواطؤ المجتمع الدولي أو على الأقل عدم جديته في اتخاذ خطوات فعلية لردع المجرمين ومحاسبتهم. فالصمت عن جرائم التطهير العرقي والعنف المنظم لا يمكن تفسيره إلا كتواطؤ ضمني، يجعل ميليشيات البرهان وجماعة الكيزان تشعر بالأمان المطلق من المساءلة والمحاسبة، مما يدفعها إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بلا خوف أو تردد.
يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم. إن استمرار الصمت وعدم اتخاذ خطوات ملموسة يُعد شراكة غير مباشرة في هذه المجازر. نطالب بالتحقيق الفوري في هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، ووضع حد لإفلات ميليشيات البرهان وجماعة الكيزان من العقاب، لإنقاذ المدنيين في السودان من شبح الحروب والانتهاكات.
ختاماً، إن مجزرة الدندر ليست مجرد حادثة عابرة بل هي دليل على الاستراتيجية الوحشية التي يتبعها البرهان وجماعته لفرض سيطرتهم على البلاد، غير آبهين بالأرواح البريئة التي تزهق كل يوم.
Tags:
أخبار السودان