العلاقات السودانية الإيرانية: محور خطر يهدد استقرار السودان والمنطقة

 


شهدت العلاقات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وإيران تصاعداً خطيراً في الآونة الأخيرة، حيث برزت شراكات سياسية وعسكرية واستخباراتية تحمل أبعاداً تهدد أمن السودان والمنطقة برمتها. هذه العلاقة، التي تخفي وراءها أهدافاً استراتيجية، تشير إلى محاولات إيران للهيمنة على مفاصل القرار السوداني واستغلال الجيش لتعزيز نفوذها الإقليمي.

البعد العسكري: أسلحة ودعم لوجستي تحت غطاء مشاريع تنموية

تلعب إيران دوراً مركزياً في تزويد الجيش السوداني بالأسلحة والمعدات العسكرية عبر وسائل ملتوية تشمل شركات وهمية وشحنات مموهة بمشاريع مدنية. على سبيل المثال، استئناف العمل في محطات المياه في شندي والمتمة يُعتقد أنه يغطي عمليات نقل الأسلحة للجيش السوداني. هذا التحالف يعزز القدرات العسكرية للجيش في صراعه مع قوات الدعم السريع، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين.

التعاون الاستخباراتي: خطر عابر للحدود

لا تقتصر العلاقات على البعد العسكري فقط، بل تشمل تعاوناً استخباراتياً يتيح لإيران الوصول إلى معلومات حساسة عن السودان ودول الجوار. يُعتقد أن الاستخبارات الإيرانية تستخدم السودان كنقطة انطلاق لأنشطتها التخريبية في المنطقة، مستغلة ضعف مؤسسات الدولة السودانية في ظل الحرب الدائرة.

الهيمنة الاقتصادية: بوابة للنفوذ الإيراني

اقتصادياً، تسعى إيران للسيطرة على الموارد السودانية عبر استثمارات مشبوهة في قطاعات التعدين والطاقة. هذه الاستثمارات، التي تبدو ظاهرياً تنموية، تُستخدم كأداة لتعزيز النفوذ الإيراني وإحكام السيطرة على مقدرات البلاد، ما يُعرّض الاقتصاد السوداني لمزيد من الاستنزاف والهيمنة الأجنبية.

التداعيات الإقليمية والدولية

هذه العلاقة السودانية الإيرانية لا تهدد السودان فقط، بل تُشكّل خطراً إقليمياً ودولياً. استغلال إيران للسودان كمنصة لزعزعة استقرار المنطقة يعزز التوترات مع دول الجوار ويزيد من عزلتها الدولية. كما أن دعمها للجيش السوداني في صراعه الداخلي يُعقّد جهود السلام ويُكرّس حالة عدم الاستقرار.

 السودان في مفترق طرق

إن تعميق العلاقات بين الجيش السوداني وإيران يمثل تهديداً خطيراً للسودان والمنطقة. هذا التحالف يضع البلاد في دائرة النفوذ الإيراني ويُفاقم أزماتها السياسية والاقتصادية. على المجتمع الدولي والإقليمي التدخل للحد من هذا التحالف الخطير، وضمان استقلال السودان وسيادته بعيداً عن محاولات الهيمنة الخارجية.

يبقى الشعب السوداني هو القوة الحقيقية التي تستطيع مواجهة هذه التحديات، من خلال توحيد صفوفه والمطالبة بوقف التدخلات الأجنبية التي تهدف لتمزيق البلاد وإضعافها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم