استغلال الجيش السوداني كأداة للعودة للسلطة: تفاقم الأزمة السياسية والمأساة الشعبية


 

في السنوات الأخيرة، شهد السودان تحولات سياسية متلاحقة، تركت أثراً عميقاً على البلاد وشعبها، حيث تغيرت الأوضاع السياسية والاقتصادية بشكل كبير، وظل الشعب السوداني يبحث عن استقرار حقيقي وحياة كريمة. ومع ذلك، تظل الساحة السياسية مشحونة بالتوترات والصراعات، وتعود الأسباب بشكل رئيسي إلى استغلال الجيش السوداني كأداة في أيدي جماعة الإخوان المسلمين، بهدف العودة للسلطة بأي ثمن وعلى حساب السودان وشعبه.

يعد الجيش السوداني من أهم المؤسسات في البلاد، وكان دوره الأساسي هو حماية البلاد وشعبها وتأمين الحدود والحفاظ على الاستقرار الداخلي، ولكن ما شهدناه في الفترة الأخيرة هو استغلال هذه القوة العسكرية لأغراض سياسية ضيقة المنفعة.

تجلى ذلك واضحاً في الأحداث الأخيرة، حيث شهدنا محاولات متكررة للإطاحة بالحكومة السودانية بواسطة الجيش، والتي تبنت سياسات تصالحية ومساراً ديمقراطياً بعد انتفاضة الشعب السوداني التي أطاحت بالنظام السابق.

لكن ما يثير القلق هو تورط قادة عسكريين بارزين، مثل الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فيما يبدو أنها محاولات للتلاعب بالسياسة السودانية بمصلحة جماعة الإخوان المسلمين، التي تسعى بلا كلل لاستعادة السلطة بأي ثمن. ومن الواضح أن هذا السلوك يشكك في شرعية الحكومة السودانية ويعكس سياسة تحالف غير مقبولة لا تمثل إرادة الشعب السوداني.

أحد أبرز الأدلة على هذا الاتجاه هو التواجد المتزايد لقادة من جماعة الإخوان المسلمين والكيزان في مناصب حكومية حساسة، مثل تعيين علي كرتي في مناصب مهمة مثل رئيس المخابرات ووزارة الخارجية، وهو ما يشير إلى تأثير متزايد لتلك الجماعات على سيرورة السياسة في السودان.

يجب على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية الضغط على الحكومة السودانية لمنع استغلال الجيش والمؤسسات الأمنية لأغراض سياسية ضيقة، والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الحقيقي في البلاد، بما يعكس إرادة الشعب السوداني ويضمن حقوقه وحرياته وتقدمه المستدام.

إرسال تعليق

أحدث أقدم