في خطوة متوقعة للكثيرين، التقى زعيم الانقلاب في السودان، عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته لليبيا، بالمفتي الليبي الصادق الغرياني، الذي يعتبر داعمًا للإرهاب والجماعات المتشددة. يُعتبر الصادق الغرياني، البالغ من العمر 77 عامًا، من بين الشخصيات التي تستغل وظيفتها كمفتي لإصدار فتاوى تحرض على العنف والجهاد، وتتنافى مع قيم الدين.
تتنوع مواقف الصادق الغرياني بشكل متناقض حيث ينتقد التدخل الأجنبي في بلاده وفي الوقت ذاته يهاجم الدول العربية والأوروبية ويصفها بـ"عملاء إسرائيل". وتتضمن فتاويه التكفيرية تشجيعًا للجماعات المتطرفة، وعدم اعتبار أنشطتها إرهابية.
بعد سقوط نظام القذافي، شجع الغرياني إنشاء دار الإفتاء في ليبيا وتولى رئاستها، ورغم الانتقادات التي وجهت له وللقرار الذي أعطاه صلاحيات واسعة، إلا أنه استمر في منصبه حتى عام 2014.
ومن بين فتاويه الغريبة، حظر تكرار الحج والعمرة وتشجيع دفع الأموال للميليشيات الإسلامية المسلحة، مما أثار جدلاً واسعًا واستنكارًا.
تحتل دار الإفتاء موقعًا سياسيًا في ليبيا، حيث تُعتبر جزءًا من السلطة وتمثل وجهات نظر معينة داخل البلاد.
في عام 2017، قامت حكومة السراج بإغلاق دار الإفتاء ومصادرة محتوياتها، مما دفع الغرياني للفرار إلى تركيا. ورغم هذا، بقي مفتيًا للبلاد، مما يظهر تأييده السياسي له رغم خلافاته السابقة مع الحكومة.
لقاء البرهان بالغرياني يعتبر إعلانًا رسميًا لتحالف بين السياسة والتطرف، وقد يفتح الباب أمام المزيد من العنف والتطرف في السودان، مما يهدد بإعادة البلاد إلى عزلتها الدولية.