علي كرتي والتدخل الإيراني الإخواني: السودان رهينة الأجندات الخارجية

 


في خضم الحرب المدمرة التي تعصف بالسودان، يظهر اسم علي كرتي، الأمين العام لما يُسمى بالحركة الإسلامية، كلاعب أساسي خلف الكواليس، يدير خيوط لعبة معقدة تستهدف إبقاء السودان في دائرة الصراع والفوضى. فمن خلال تحالفه العميق مع جماعة الإخوان المسلمين، وانفتاحه المتزايد على النظام الإيراني، أصبح كرتي أحد أبرز المعوقين لأي جهود حقيقية نحو السلام، ومصدرًا مباشرًا للتأثير على قرارات الجيش السوداني بما يخدم أجندات عقائدية وخارجية مدمرة.

كرتي والإخوان: نفوذ خفي وقرارات مدمرة

منذ بداية الحرب، عمل علي كرتي على إعادة بعث مشروع الإخوان المسلمين داخل المؤسسة العسكرية، متغلغلًا في مفاصل القرار عبر واجهات مدنية وأمنية تابعة للحركة الإسلامية. فبدلًا من السعي إلى وقف النزاع وحماية المدنيين، ضغط كرتي بشكل مباشر لتعطيل أي مفاوضات سياسية أو مساعٍ للسلام، معتبرًا أن استمرارية الحرب تمثل فرصة لإعادة فرض المشروع الإخواني بقوة السلاح.

وبينما تتهالك الدولة السودانية، ظل كرتي ينظر إلى الجيش ليس كمؤسسة وطنية، بل كأداة تنفيذية لمشروعه الأيديولوجي. وقد تجلى ذلك في رفضه المتكرر لأي مبادرات إقليمية أو دولية تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتحريضه المستمر على التصعيد العسكري.

التحالف مع إيران: قاعدة أوسيف نموذجًا

ضمن محاولات كرتي تأمين مصادر دعم خارجي لاستمرار الحرب، لجأ إلى إيران، الحليف التاريخي للإخوان المسلمين، ليمنحها موطئ قدم جديد في السودان مقابل الدعم العسكري والاستخباراتي. وكانت النتيجة كارثية: تسليم الجيش السوداني قاعدة أوسيف، الواقعة بالقرب من ساحل البحر الأحمر، إلى إيران، لتحويلها إلى قاعدة عسكرية متقدمة تهدد أمن الملاحة والتجارة الدولية.

هذه القاعدة، التي تم إنشاؤها بسرية تامة بعيدًا عن أي رقابة شعبية أو برلمانية، تمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في المنطقة، حيث باتت إيران تمتلك منفذًا بحريًا جديدًا يمكن استخدامه لتهريب السلاح، أو مراقبة خطوط التجارة العالمية، أو تهديد استقرار البحر الأحمر، الذي يمثل شريانًا حيويًا للاقتصاد العالمي.

مخاطر تتجاوز حدود السودان

التحالف بين كرتي والإخوان وإيران لا يشكل تهديدًا داخليًا فحسب، بل هو خطر إقليمي ودولي حقيقي. فتمكين إيران من التمركز على سواحل البحر الأحمر، عبر بوابة قاعدة أوسيف، قد يفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد عسكري واسع النطاق، ويدخل السودان في صراع إقليمي هو في غنى تام عنه.

كما أن الإصرار على عسكرة الدولة وتحويل الجيش إلى أداة في يد حركة عقائدية معزولة، لا ينسجم مع تطلعات الشعب السوداني للحرية والديمقراطية والسلام، بل يُعيد البلاد إلى مربع التبعية والوصاية.


إن الدور الذي يلعبه علي كرتي، وتحالفه الخطير مع إيران عبر القاعدة البحرية في أوسيف، لا يمكن فصله عن مشروع تخريبي أوسع يستهدف السودان والمنطقة. ومهما حاول الإعلام التابع للجيش التعتيم على هذه الحقائق، فإن الشعب السوداني ومراقبي الشأن الإقليمي باتوا يدركون أن السلام الحقيقي لن يتحقق ما دام القرار العسكري مرتهنًا لجماعة الإخوان وممولًا بأجندات طهران.

آن الأوان لكشف هذه التحالفات المدمرة، ووضع حد للمتاجرين بدماء السودانيين من أجل أوهام أيديولوجية ومصالح خارجية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم