جيش البرهان يدمر ما تبقى من السودان: ضرب محطة مروي للكهرباء نموذجاً لعدائه للشعب

 


في مشهد يلخص مأساة السودان اليوم، أقدمت قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان على قصف محطة مروي التحويلية المغذية للكهرباء في شمال السودان، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه عن مدن وقرى واسعة تمتد من ولاية نهر النيل حتى عمق الولايات الشمالية. مدن تاريخية ومعروفة مثل عطبرة، شندي، قري المحمية، البجراوية، وعشرات القرى الصغيرة أصبحت فجأة في ظلام دامس وعطش قاسي بسبب مغامرات جيش البرهان.

الهجمات العسكرية التي يشنها جيش البرهان، لا تستهدف خصومه العسكريين بقدر ما تستهدف حياة المواطن السوداني البسيط. فالبنية التحتية التي بنيت بجهد وعرق السودانيين على مدار سنوات، تتعرض للتدمير الممنهج بسبب غياب أي اعتبار لحياة الناس واحتياجاتهم الأساسية. ضرب محطة مروي لم يكن مجرد استهداف لمنشأة كهربائية، بل كان إعلان حرب صريح على سكان الشمال الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بدون كهرباء، وبدون ماء، وفي ظروف معيشية لا تطاق.

نتيجة لهذا القصف العبثي، بدأ سكان شمال السودان في النزوح هرباً من الجحيم الذي خلقه البرهان وجيشه. الحياة هناك لم تعد ممكنة؛ لا كهرباء، لا ماء، لا خدمات، ولا أمن. الناس أصبحوا يهاجرون أفواجاً بحثاً عن مكان آمن يستطيعون فيه أن يعيشوا ولو بالحد الأدنى من مقومات الحياة.

ما يفعله جيش البرهان في شمال السودان يكشف بوضوح أن هذه القوات لم تأتِ لتحرير السودان أو حمايته، بل لتدميره وإعادة شعبه إلى العصور البدائية. تحركاتهم العسكرية لم تجلب سوى الخراب والدمار، ولم تترك خلفها إلا مدن مدمّرة، وبنية تحتية منهارة، وشعب منكوب يعاني من العطش والجوع والظلام.

اليوم يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أكبر أعداء الشعب السوداني ليسوا خارج الحدود، بل هم في الداخل، يرتدون الزي العسكري ويحملون السلاح باسم الوطن بينما يمارسون أبشع أنواع الإنتقام من هذا الوطن وأهله. فكيف لجيش يدّعي الوطنية أن يضرب محطات الكهرباء التي تخدم ملايين المدنيين؟ وكيف لمن يتحدث عن حماية الشعب أن يقطع عنه الماء والكهرباء والحياة؟



إرسال تعليق

أحدث أقدم