شهدت مدينة الفولة تظاهرة جماهيرية حاشدة، حيث خرج المواطنون للتعبير عن تضامنهم مع أهالي الجزيرة الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة ضد الإنسانية على يد الجيش السوداني وميليشياته الإسلامية المسلحة. هذه التظاهرة تأتي في سياق الغضب الشعبي المتزايد ضد سياسات البرهان، الذي يقود جيشاً متورطاً في استهداف ممنهج للمدنيين باستخدام الطيران والمسيّرات، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية ولحقوق الإنسان.
جرائم الجيش ضد الإنسانية
تصاعدت الانتهاكات التي يمارسها الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية التابعة له، حيث يتم استهداف المدنيين بشكل وحشي في مناطق عدة من السودان، بما في ذلك الجزيرة التي كانت شاهدة على جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري. وقد أفادت تقارير حقوقية وشهادات شهود عيان أن الجيش ينتهج سياسة "الأرض المحروقة" باستخدام القصف الجوي بالطيران والمسيرات لاستهداف منازل المدنيين، مما أسفر عن مقتل المئات وتشريد الآلاف.
إضافة إلى ذلك، تبرز الانتهاكات الإثنية التي يمارسها جيش البرهان، حيث يتم استهداف الأفراد على أساس انتمائهم القبلي والجهوي. هذه السياسة العنصرية تهدف إلى تفتيت النسيج الاجتماعي السوداني وإشعال الفتن بين مكونات الشعب، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب تستوجب المساءلة الدولية.
الفولة: صوت الشعب في مواجهة القمع
في الفولة، رفع المتظاهرون شعارات تدين الانتهاكات الوحشية وتدعو إلى محاسبة المسؤولين عنها. كما أعلن المحتجون تأييدهم الكامل للقرارات الأمريكية الأخيرة التي فرضت عقوبات على عبد الفتاح البرهان ومسؤولين آخرين في الجيش السوداني بسبب تورطهم في جرائم ضد الإنسانية.
القرارات الأمريكية، التي تشمل تجميد أصول وحظر سفر، تمثل خطوة مهمة نحو تحميل قادة الجيش المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبوها. لكن المتظاهرين في الفولة دعوا إلى مزيد من الضغط الدولي والعقوبات التي تستهدف النظام بشكل أشمل، بما في ذلك الميليشيات الإسلامية والحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش.
ضرورة التدخل الدولي العاجل
ما يحدث في السودان من استهداف للمدنيين واستغلال الدين لتبرير القتل والقمع هو أمر لا يمكن السكوت عنه. يطالب الشعب السوداني المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم، خاصة في ظل التخاذل الواضح من قبل الجيش عن احترام حقوق الإنسان.
تظاهرة الفولة ليست سوى صوت واحد من أصوات عديدة ترتفع يومياً في السودان، تعبيراً عن رفضهم لانتهاكات جيش البرهان وميليشياته. إنها رسالة واضحة للعالم أن الشعب السوداني لن يصمت على الظلم ولن يقف مكتوف الأيدي أمام المحاولات اليائسة لتقسيمه وإضعافه.
إن انتفاضة الفولة وغيرها من الحركات الشعبية تثبت أن السودانيين موحدون في مواجهة آلة القمع، وأن صوت الحق لن يخبو مهما كانت التحديات.