في ظل استمرار النظام الحالي بقيادة عبد الفتاح البرهان وتورطه المتزايد مع قوى إقليمية كإيران وتركيا، يقف السودان على مفترق طرق قد يؤدي به إلى مصير مشابه لما تعانيه كل من سوريا ولبنان. إن هذا التقارب المريب يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد وأمن شعبها، ويعزز النفوذ الأجنبي الذي لا يستهدف سوى مصالح تلك الدول على حساب الدم السوداني.
إيران: الدعم العسكري في ظل أجندة توسعية
منذ بداية الصراع، أظهرت إيران استعدادها لتقديم دعم عسكري واسع النطاق للجيش السوداني، متجاوزة الحدود عبر تهريب الأسلحة المتطورة تحت غطاء مشاريع تنموية. وتشير تقارير موثوقة إلى أن إيران تستخدم وسائل متعددة، مثل استئناف العمل في محطات مياه شندي والمتمة، كستار لنقل الأسلحة إلى السودان.
هذه الخطوات ليست سوى جزء من أجندة إيران الإقليمية، حيث تسعى لتوسيع نفوذها في شرق إفريقيا، مما يجعل السودان ساحة جديدة لصراعاتها بالوكالة. ويُخشى أن يؤدي استمرار هذا الدعم إلى تأجيج الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يدفع البلاد نحو هاوية التقسيم والفوضى، على غرار ما حدث في سوريا.
تركيا: المسيرات وأسلحة الموت
على الجانب الآخر، تتعاون تركيا بشكل مكثف مع الجيش السوداني عبر تزويده بالطائرات المسيرة والأسلحة التي تستخدم بشكل أساسي في استهداف المدنيين والبنية التحتية. لقد أثبتت تقارير دولية وأدلة ميدانية أن المسيرات التركية، التي يُنظر إليها كأداة دعم عسكرية حديثة، أصبحت جزءاً من آلة القتل التي تستهدف المدنيين الأبرياء في الخرطوم وولايات أخرى.
إن دعم تركيا للنظام العسكري في السودان يعكس سياساتها التوسعية في المنطقة، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي عبر بوابة السودان، غير آبهة بالآثار الكارثية على الشعب السوداني.
التقارب وأوجه التشابه مع السيناريو السوري واللبناني
إن استمرار هذا التقارب السوداني مع إيران وتركيا يعيد إلى الأذهان ما حدث في سوريا ولبنان، حيث أدى النفوذ الإيراني والتركي إلى تعقيد الأزمات وتصعيد النزاعات الداخلية.
- في سوريا، ساهم الدعم الإيراني للنظام في إشعال حرب أهلية طويلة الأمد، أودت بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين.
- في لبنان، أدى التدخل الإيراني إلى تآكل مؤسسات الدولة وتحولها إلى ساحة نفوذ تخدم مصالح طهران على حساب الشعب اللبناني.
إذا استمرت السياسات الحالية، فإن السودان قد يواجه نفس المصير، حيث سيُفقد الاستقرار وتُنهب الموارد لصالح أجندات أجنبية.
في ظل هذه التحديات، يقع على عاتق السودانيين مسؤولية التصدي لهذه السياسات التي تهدد سيادة البلاد ووحدتها. يجب على القوى الوطنية توحيد صفوفها لمواجهة هذا التدخل الأجنبي، والضغط من أجل انتقال سياسي يضع حداً للنظام الحالي ويعيد السودان إلى مساره الصحيح.
كما يجب على المجتمع الدولي لعب دور أكثر فاعلية في كبح جماح التدخلات الإيرانية والتركية في السودان، وضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين.