جرائم طيران البرهان لا تتوقف ضد المدنيين

 


في يوم 26 ديسمبر، شهد السودان واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها طيران الجيش التابع للفلول، حيث استهدفت طائراتهم المواطنين العُزَّل داخل سوق ليبيا، في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا. وقد أسفر هذا الهجوم عن سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين، الذين تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفيات.

لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ شن الطيران هجومًا ثانيًا استهدف عملية نقل المصابين، وقصفهم بوحشية عند باب المستشفى، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية وفرق الإغاثة.

ولم يمضِ وقت طويل حتى جدد الطيران الحربي جرائمه، حيث استهدف مقر برنامج الغذاء العالمي والمساعدات الإنسانية التي وصلت قبل يومين فقط إلى جنوب الخرطوم. وألقى أكثر من تسعة براميل متفجرة على المقر، مما أدى إلى تدمير المساعدات وإصابة فرق الإغاثة التي كانت تسعى لتقديم الدعم للسكان المدنيين.

هذه الجرائم تكشف عن الوجه الحقيقي للجيش الذي يواصل استهداف المدنيين العُزَّل دون رحمة، متسببًا في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا الأبرياء. كما أن استهداف الأسواق والمستشفيات والمقرات الإنسانية يمثل جرائم حرب وانتهاكات جسيمة ضد الإنسانية يجب أن تُوثَّق ويُحاسب مرتكبوها.

إن استهداف المنشآت الطبية والأسواق والمساعدات الإنسانية يُظهر بوضوح أن المدنيين هم الضحايا الحقيقيون لهذه الحرب العبثية. ويتطلب هذا الوضع تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني الذي يدفع الثمن الأغلى في هذا الصراع.



إرسال تعليق

أحدث أقدم