في سياق النزاع العسكري المحتدم في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبحت الإمارات هدفاً رئيسياً لاتهامات الجيش السوداني بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ومع ذلك، تتزايد الأدلة على أن الجيش السوداني يتلاعب بالمعلومات ويغير الحقائق لتوجيه أصابع الاتهام نحو الإمارات، خصوصاً عندما يتم ربط تصريحات دولية بمزاعم لا أساس لها من الصحة.
تلاعب في التصريحات الدولية
مؤخراً، أثار الجيش السوداني جدلاً بتفسيره الخاطئ لتصريحات مسؤولين دوليين من كولومبيا، حيث زعمت وسائل إعلامية مرتبطة بالجيش أن كولومبيا أشارت إلى تورط الإمارات في النزاع السوداني. لكن بالتحقيق في المصدر الأصلي لتصريحات المسؤولين الكولومبيين، تبين أن الإمارات لم تُذكر بشكل مباشر، بل كانت الإشارة إلى تقارير إعلامية جانبية تتعلق بالوضع في السودان، وليس تصريحات رسمية من كولومبيا.
التضليل الإعلامي للكيزان
هذا النهج في التلاعب بالمعلومات ليس جديداً على الإعلام العسكري للجيش السوداني، الذي يستخدمه لتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد الإمارات، في محاولة لتبرير الفشل العسكري والدبلوماسي. تقارير دولية أشارت إلى أن الجيش السوداني، بدلاً من تقديم أدلة واضحة، يعتمد على تصريحات فضفاضة ومعلومات غير مؤكدة لتوجيه الاتهامات ضد الإمارات، مما يسهم في تعقيد المشهد السياسي والإنساني في السودان.
الواقع الميداني والرد الإماراتي
الإمارات من جهتها نفت مراراً تقديم أي دعم مباشر لقوات الدعم السريع، وأكدت حرصها على دعم جهود السلام في السودان. وعلى الرغم من التوترات الدبلوماسية، تبقى الإمارات شريكاً دبلوماسياً واقتصادياً مهماً في المنطقة، وهي تدعو إلى وقف النزاع المسلح والعودة إلى طاولة المفاوضات.
في النهاية، هذا التضليل الإعلامي يهدف إلى حرف الأنظار عن الصراع الداخلي في السودان، وهو دليل على استمرار الجيش السوداني في استخدام وسائل غير نزيهة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب الحقيقة والاستقرار الإقليمي.