في تصعيد خطير يعكس تجاهل جيش البرهان لأبسط المبادئ الدولية، تعرض مقر سفارة دولة الإمارات في السودان للقصف المباشر، ما أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة من المبنى، وذلك على عكس ما روّجت له وسائل الإعلام الموالية للبرهان، التي نفت الواقعة وادعت عدم وجود استهداف للسفارة. إلا أن الأدلة المصورة والتقارير الموثقة التي انتشرت في الأيام الأخيرة أكدت حجم الضرر الذي لحق بالسفارة، مما يُظهر بوضوح الأكاذيب التي روجتها هذه الوسائل.
انتهاك للقوانين الدولية
ما حدث من قصف يستهدف السفارة الإماراتية ليس مجرد حادث عرضي، بل هو خرق واضح وصريح للقوانين الدولية التي تحظر استهداف البعثات الدبلوماسية. تحظر اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 أي اعتداء على مقار السفارات وموظفيها، وتعتبر أي استهداف لهم بمثابة انتهاك خطير للمعايير الدولية. إن مهاجمة السفارة ليس فقط تعدياً على سلامة الدبلوماسيين وممثلي الدول، بل هو تعدٍّ مباشر على الدولة نفسها، حيث يمثل الهجوم على مقر إقامة السفير هجومًا على سيادة الدولة الإماراتية.
الهجوم على مقر إقامة السفير: اعتداء على سيادة الإمارات
لم يقتصر الاستهداف على مبنى السفارة فحسب، بل تعرض مقر إقامة السفير نفسه لأضرار جسيمة نتيجة هذا القصف. يُعتبر هذا الاعتداء هجومًا مباشرًا على دولة الإمارات، خاصة أن مقرات السفارات تعد أراضٍ تابعة للدولة المرسلة. الهجوم هنا لا ينتهك فقط السيادة الوطنية لدولة الإمارات على أراضيها الدبلوماسية، بل يُظهر كيف يمكن لأي دولة أن تتعرض لاستهداف مماثل، ما يعرض علاقات السودان الخارجية للخطر في ظل هذا السلوك العدواني من جيش البرهان.
الأكاذيب المكشوفة لجيش البرهان
في محاولته للتهرب من المسؤولية، سارع جيش البرهان عبر وسائل إعلامه إلى نفي استهداف السفارة الإماراتية، معتبرًا ما حدث مجرد "ادعاءات لا أساس لها من الصحة". لكن الأدلة الموثقة والمصورة التي نشرتها العديد من المصادر الدولية تثبت بوضوح أن السفارة تعرضت للتدمير، وأن الجيش يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم. هذه الأدلة تكشف بوضوح الكذب والتضليل الذي تمارسه وسائل الإعلام الموالية للبرهان، التي تحاول التغطية على جرائمه المتواصلة ضد المدنيين والبنى التحتية وحتى المؤسسات الدبلوماسية.
كيف يمكن لجيش ينتهك القوانين الدولية أن يحمي مواطنيه؟
إذا كان جيش البرهان لا يتردد في انتهاك القوانين الدولية التي تضمن حماية البعثات الدبلوماسية وممثلي الدول، فكيف يمكن له أن يدّعي حماية الشعب السوداني وحقوقه؟ جيش ينتهك بشكل متكرر المبادئ الدولية لا يمكنه أن يكون جهة يمكن الوثوق بها لحماية المدنيين والحفاظ على حقوقهم. هذا الهجوم لا يعكس فقط استخفاف الجيش بالقوانين الدولية، بل يُظهر مدى انهيار معايير الأخلاق والمسؤولية داخله.
إن استهداف جيش البرهان للسفارة الإماراتية يعد حادثة خطيرة تضع النظام السوداني في مواجهة مع المجتمع الدولي. وعلى المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات، وأن يتحرك لحماية الدبلوماسيين ومنع المزيد من الجرائم التي تُرتكب بحق الأبرياء والمؤسسات الدولية.