شهدت مدينة كسلا في شرق السودان موجة غضب عارمة عقب مقتل الشاب الأمين محمد نور تحت التعذيب على أيدي جهاز المخابرات السوداني، وهو ما يعد انعكاسًا مقلقًا لممارسات قمعية وعنصرية متجذرة تحت مظلة نظام البرهان المتحالف مع الكيزان. تصاعدت حدة التوترات بعدما قامت قبيلة بني عامر بإغلاق الطرقات والمرافق العامة، إلى جانب تنظيم احتجاجات غاضبة أمام مقر جهاز المخابرات، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة وإقالة مدير الجهاز في الولاية.
تجسد هذه الحادثة الوحشية استمرار نهج القمع الذي يمارسه جهاز المخابرات السوداني، والذي أصبح أداة لترويع المدنيين بدلاً من حمايتهم. استهداف الشاب الأمين محمد نور بالاعتقال والتعذيب حتى الموت لم يكن سوى تصعيد جديد في سلسلة طويلة من الانتهاكات، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع في كسلا وأشعل فتيل الاحتجاجات الغاضبة من قبيلة بني عامر.
إزاء هذه التطورات، بات من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف هذه الانتهاكات التي لم تعد مقتصرة على القبائل أو الأفراد، بل تمثل تهديدًا واسع النطاق لحقوق الإنسان في السودان. القمع الذي يمارسه جهاز المخابرات يعكس نمطًا ممنهجًا من الوحشية والعنصرية التي تتطلب محاسبة فورية للمسؤولين.
التحرك الدولي أصبح أمرًا لا يمكن تأجيله، فترك القبائل المحلية، مثل بني عامر، تواجه هذا النظام القمعي بمفردها يعني المزيد من القتل والتعذيب. الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مطالبة بإرسال فرق تحقيق دولية، ليس فقط للكشف عن ما حدث في كسلا، بل لكشف حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في جميع أنحاء السودان.
يجب على العالم أن يدرك أن ما يجري في السودان يتجاوز حدود النزاعات المحلية، فهو أزمة إنسانية عميقة تستدعي استجابة دولية فورية. القبائل، مثل بني عامر، بحاجة إلى دعم دولي لوقف آلة القمع التي يديرها نظام البرهان وقواته الأمنية.