إيران وسعيها للسيطرة على الممرات المائية السودانية في البحر الأحمر تحت غطاء مشاريع تنموية

 


تحت غطاء المشاريع التنموية، تسعى إيران بجدية للسيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في السودان، خاصة في منطقة البحر الأحمر، وهو ما يمثل جزءًا من خطتها الأوسع للتحكم بالتجارة العالمية والضغط على الدول الكبرى. رغم أن هذه المشاريع تأتي في إطار استئناف العمل في محطات شندي والمتمة للمياه بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات، إلا أن الوثائق المسربة تؤكد أن تلك المشاريع ليست سوى ستار لنشاطات عسكرية خطيرة تهدف لتعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

السيطرة على الممرات المائية

البحر الأحمر يمثل أهمية استراتيجية بالغة كأحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث يعبر من خلاله جزء كبير من التجارة الدولية، خاصة شحنات النفط والسلع بين آسيا وأوروبا. وفي هذا السياق، تدرك إيران جيدًا أن السيطرة على هذه الممرات ستمكنها من الضغط على الدول الغربية، وتحقيق مكاسب استراتيجية في إطار صراعها مع الولايات المتحدة وحلفائها.

إيران تسعى لتأمين تواجدها في البحر الأحمر من خلال مشاريع تنموية تبدو في ظاهرها بريئة، لكنها في الحقيقة تحمل أهدافًا أعمق. الوثيقة الإيرانية المسربة كشفت عن طلب إيران تسهيل مرور شحنات من المعدات الإنشائية دون تفتيش، وهو ما يثير التساؤلات حول حقيقة محتويات هذه الشحنات. إضافة إلى ذلك، تضمنت الوثيقة طلب إرسال خبراء إيرانيين لتدريب السودانيين على استخدام تلك المعدات، مما يشير إلى أن الغرض ليس تحسين البنية التحتية، بل بناء قدرات محلية تستخدم لتحقيق مصالح إيران.

التواطؤ مع الجيش السوداني

هذا التحرك الإيراني لم يكن ليتم دون تعاون مع الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، الذي أصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا التحالف المشبوه. البرهان، الذي يواجه اتهامات بالخيانة والعمل لصالح أجندات خارجية على حساب مصلحة الشعب السوداني، يسهم في فتح الباب أمام إيران لتحقيق طموحاتها في السودان. استئناف مشاريع المياه في شندي والمتمة يبدو وكأنه يهدف لتحسين حياة السودانيين، لكن الحقيقة أن هذه المشاريع تُستخدم كغطاء لتمرير الأسلحة وتعزيز النفوذ الإيراني.

إيران تستغل الوضع الأمني والسياسي الهش في السودان، مع استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتدخل وتضع يدها على ممرات السودان المائية. هذا التدخل لا يهدد فقط استقرار السودان، بل يشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي، حيث أن السيطرة على البحر الأحمر ستمنح إيران قوة هائلة للتأثير على مسار التجارة العالمية.

تأثير السيطرة الإيرانية على البحر الأحمر

إيران، في حال تمكنت من تعزيز وجودها في البحر الأحمر، ستتمكن من تهديد شحنات النفط والسلع الحيوية التي تمر عبر هذه المنطقة. هذه السيطرة ستمنحها ورقة ضغط جديدة في صراعها مع الدول الغربية، حيث يمكنها تعطيل الإمدادات أو فرض شروط جديدة على التجارة الدولية.

بالنسبة للسودان، فإن هذا التحرك الإيراني يمثل كارثة على المستوى الاقتصادي والأمني. فبدلًا من أن تكون السودان لاعبًا مستقلًا يسعى لتحقيق مصالح شعبه، ستصبح أداة في يد إيران لتحقيق أجندتها، وهو ما يعني المزيد من المعاناة للشعب السوداني الذي يعيش بالفعل تحت وطأة الحروب والأزمات الاقتصادية.

إن الدور الذي تلعبه إيران في السودان تحت غطاء المشاريع التنموية يمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار السودان والمنطقة ككل. البحر الأحمر هو هدف أساسي في هذه الخطة، والسيطرة عليه ستمنح إيران نفوذًا لا يستهان به على مستوى التجارة الدولية. على السودانيين أن يكونوا على وعي كامل بهذه المخاطر، وأن يدركوا أن مستقبل بلادهم لا يجب أن يكون أداة في يد قوى خارجية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حسابهم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم