محاولة اغتيال البرهان: خيوط مؤامرة من الجيش والحركة الإسلامية

 


تعتبر محاولة اغتيال قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، حدثًا بارزًا في تاريخ البلاد المعاصر، حيث تكشف هذه الحادثة عن صراعات داخلية عميقة وتباينات سياسية تتجاوز الأبعاد الشخصية. فهذه المحاولة، التي يُعتقد أنها نُفذت من قبل عناصر داخل الجيش والحركة الإسلامية، تبرز خلفيات معقدة وأسبابًا متشابكة تتعلق بمسألة المشاركة في مباحثات جنيف للسلام.

الخلفية السياسية

تأتي محاولة الاغتيال في ظل أجواء مشحونة من التوترات السياسية، حيث بدا في الافق موافقة البرهان على حضور مباحثات جنيف. إلا أن الحركة الإسلامية وبعض العناصر في الجيش كانت ترفض بشدة أي تسوية سياسية قد تؤثر على مصالحها. لقد كانت الحركة الإسلامية جزءًا أساسيًا من المشهد السياسي في السودان لعقود، ولا تزال تسعى للحفاظ على نفوذها في ظل التغيرات السياسية السريعة.

دوافع الاغتيال

تتمثل الدوافع وراء محاولة اغتيال البرهان في عدة عوامل رئيسية:

  1. رفض المشاركة في المفاوضات: كان موقف البرهان القاضي بالمشاركة في مباحثات جنيف للسلام يشكل تهديدًا مباشرًا لخطط الحركة الإسلامية التي كانت تسعى لتعزيز سلطتها ونفوذها.

  2. التحكم في السلطة: سعت بعض العناصر داخل الجيش إلى تقويض سلطة البرهان، معتبرةً أن استمراره في الحكم قد يقوض جهودهم في فرض نفوذهم داخل الحكومة السودانية.

  3. التأثيرات الخارجية: كان للضغط الدولي والاهتمام المتزايد بالوضع في السودان دورٌ كبير في تصاعد التوترات، حيث سعت بعض القوى الداخلية إلى مواجهة الضغوطات الدولية عبر تنفيذ عمليات مؤسفة.

قد تؤدي محاولة اغتيال البرهان إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار في السودان، حيث من الممكن أن تتصاعد الصراعات الداخلية وتؤدي إلى فوضى أكبر في البلاد. كما أن نجاح هذه المحاولة أو فشلها قد يحدد مسار المفاوضات في جنيف، وقد يؤثر على موقف المجتمع الدولي تجاه السودان.


إرسال تعليق

أحدث أقدم