في خضم الأزمة السودانية التي طال أمدها، تتزايد الأدلة على تورط الجيش السوداني في استجلاب أسلحة من جهات خارجية، مما يفاقم الوضع المتأزم ويعزز العنف ضد المدنيين الأبرياء. تشير المعلومات إلى أن شركة "أفيا كون زيتا ترانس"، المملوكة لرجل أعمال روسي يدعى ديمتري، تقوم بعمليات نقل أسلحة من جمهورية مالي إلى مطار بورسودان لصالح الجيش السوداني. هذه التطورات تثير القلق بشأن نوايا الجيش السوداني ومدى استعداده للانخراط في جهود السلام.
تأجيج الصراع بالاستعانة بأطراف خارجية: تعتبر عمليات نقل الأسلحة من مالي إلى السودان دليلاً قاطعًا على تورط الجيش السوداني في تأجيج الصراع بمساعدة قوى خارجية. بدلاً من السعي لإنهاء الحرب وإيجاد حلول سلمية، يختار الجيش السوداني الاعتماد على دعم خارجي لاستمرار القتال، ما يؤدي إلى إطالة أمد الأزمة وتفاقم معاناة الشعب السوداني.
عدم رغبة الجيش في إنهاء الحرب: إن اللجوء إلى استيراد أسلحة من الخارج يعكس عدم جدية الجيش السوداني في التوصل إلى حل سلمي للأزمة. يبدو أن الجيش يفضل الاستمرار في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافه، غير عابئ بالتكاليف البشرية والاقتصادية التي تترتب على ذلك. هذه الخطوة تشير إلى أن مصلحة الجيش تكمن في إدامة الصراع، وليس في إنهاء معاناة المدنيين.
في ظل هذا التصعيد، يصبح من الضروري التأكيد على أن سلامة المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى. إن أي تصعيد إضافي يعرض حياة الملايين من السودانيين للخطر، وخاصة الأطفال والنساء الذين غالبًا ما يكونون الضحايا الأكبر في مثل هذه النزاعات. يجب على المجتمع الدولي التحرك بحزم لإدانة أي دعم خارجي يسهم في تأجيج الصراع ويعرض حياة الأبرياء للخطر.
يجب على المجتمع المدني السوداني والدولي أن يكون على دراية كاملة بالدعم الخارجي الذي يتلقاه الجيش السوداني، خاصة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة والذخيرة. هذا الوعي يمكن أن يساهم في الضغط على الأطراف المعنية لوقف هذه التدخلات التي تؤدي إلى مزيد من العنف والدمار.
يجب أن نوضح أن ضحايا هذه الأسلحة والتدخلات الخارجية لن يقتصروا على المقاتلين فقط، بل ستمتد آثارها إلى المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء الذين يعيشون في مناطق الصراع. إن استمرار استيراد الأسلحة واستخدامها في النزاع سيؤدي بلا شك إلى مزيد من المآسي الإنسانية.
إن التدخلات الخارجية لدعم الجيش السوداني بالأسلحة تساهم في استمرار النزاع وتأجيجه، وتعرض حياة الملايين من السودانيين للخطر. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم ضد هذه الممارسات والعمل على دعم جهود السلام لإنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها.