تصاعدت حالات انتهاك حرية الصحافة في السودان مع اعتقال الصحفي صديق دلاي على يد الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية في مدينة الدمازين بإقليم النيل الأزرق يوم الإثنين الماضي. يعد هذا الحادث الأخير ضمن سلسلة من الاعتقالات التي استهدفت الصحفيين والنشطاء في البلاد، مما يثير مخاوف بشأن الوضع الحالي لحرية التعبير والصحافة في السودان.
تعتبر حرية الصحافة أساساً أساسياً لبناء مجتمع ديمقراطي يعتمد على حوار عام وحرية التعبير. ومع ذلك، فإن الاعتقالات التي تستهدف الصحفيين وتكميم أفواههم تمثل تهديداً مباشراً لهذه القيم الأساسية. إن حرمان الصحافيين من حقهم في تغطية الأحداث ونقل الحقائق يقوض الشفافية ويزيد من مستويات القمع والظلم في المجتمع.
يجب منع الاعتقالات التعسفية وضمان حماية حقوق الإنسان للجميع دون تمييز. يجب أن تكون السلطات ملتزمة بإطلاق سراح صديق دلاي فوراً وضمان حقه في مزاولة عمله كصحفي دون تعرض للتهديد أو الاضطهاد.
على المجتمع الدولي أن يظل يراقب الأوضاع في السودان بانتباه شديد وأن يضغط على الحكومة لضمان احترام حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية. لا يمكن تحقيق التقدم الحقيقي في السودان دون احترام حرية الصحافة وحقوق الإنسان.
إن الاعتقالات التعسفية للصحفيين لا تخدم سوى أغراض القمع والسيطرة، وهي تشير إلى انتكاسة خطيرة في مسار الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان. يجب على السلطات السودانية التحرك بسرعة لوقف هذه الانتهاكات والعمل على إحلال العدالة وتعزيز الحريات الأساسية لجميع المواطنين.