عدم الاكتراث والانغماس في المصالح الشخصية هو سمة تميز العديد من السياسيين والجماعات الحاكمة في العالم، ومن بين الأمثلة البارزة على ذلك يبرز ما يجري في السودان خلال فترة الحرب المستمرة ورفض الجيش بقيادة البرهان وياسر العطا تحقيق هدنة خلال شهر رمضان، مما يكشف عن غياب الرؤية الإنسانية والأخلاقية في مواجهة المعاناة الإنسانية.
رغم الضغوط الدولية والسعي الإقليمي لإيجاد حلول سلمية للنزاعات في السودان، فإن رفض الجيش تلك الهدنة يعكس انحيازه الواضح للمصالح الشخصية على حساب مصلحة الشعب السوداني الذي يعاني منذ فترة طويلة من الحروب والنزاعات المستمرة. إنها صورة مؤلمة لقادة يغضون الطرف عن معاناة شعبهم، ويضعون مكاسبهم السياسية والشخصية فوق أي قيمة إنسانية.
لقد أصبح الشعب السوداني رهينة لمصالح القادة الذين يسعون للحفاظ على السلطة بأي ثمن، حتى وإن كان ذلك على حساب دماء الأبرياء ومعاناتهم اليومية. فرض الهدنة خلال شهر رمضان كانت خطوة إنسانية بسيطة يمكن أن تخفف من معاناة الشعب السوداني، ولكن رفض الجيش لهذه الخطوة يعكس عدم اكتراثه بأحوال الناس العاديين واستمراره في المعركة من أجل السيطرة والهيمنة.
ما يحدث في السودان يجب أن يكون عبرة للعالم بأسره، فلا يمكن أن نسمح للسياسة والمصالح الشخصية بأن تكون فوق حقوق الإنسان وكرامته. ينبغي على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المستقلة أن تضغط بقوة على الحكومة السودانية لوقف المعاناة الإنسانية والسماح بتحقيق السلام والاستقرار الذي يستحقه الشعب السوداني، بعيدًا عن المصالح الضيقة للسلطة والقوة.