في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان وتصاعد العنف والقصف المميت الذي يستهدف المدنيين الآمنين، يظهر رفض البرهان لكل الوساطات الدولية لوقف الحرب بمثابة خيار قاتم وغير مبرر. فهو لا يقلل من معاناة الشعب السوداني بل يزيدها، ويعكس عجزاً سياسياً وقلة تفكير في مصلحة الشعب والبلاد.
إن رفض البرهان للوساطات الدولية يعكس عدم اهتمام حكومته بأبسط حقوق المدنيين، وهو ما يجسد القسوة والانحياز السافر ضد الشعب السوداني الذي يعاني بالفعل من آثار الصراع المستمر. فالحرب والقصف لا يستهدفان إلا الأبرياء والمدنيين العزل الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية والرعاية الطبية.
من المؤسف أن البرهان ومن حوله يتجاهلون التداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار الحرب، ويتجاهلون نداءات المجتمع الدولي لوقف العنف والتوجيه نحو حلول سلمية. فبدلاً من أن يكونوا رواداً في بناء جسور التفاهم والسلام، يختارون العنف والتصعيد الذي يعمق الجراح ويزيد من المعاناة.
يجب على البرهان وحكومته أن يتذكروا أن السلام ليس مجرد اتفاقية على الورق، بل هو عملية مستمرة تتطلب التضحية والتفاوض والتسوية العادلة لكافة الأطراف المتنازعة. وبدلاً من تجاهل دعوات المجتمع الدولي، يجب أن يستجيبوا لها بجدية ويبدؤوا عملية سلام حقيقية تضمن حقوق الجميع وتضع حداً لمعاناة الشعب السوداني.
في النهاية، يجب أن يكون الهدف الأول والأخير لأي حكومة هو رفع معاناة شعبها وتوفير الظروف الأمنية والاقتصادية الكريمة للجميع. وإذا استمرت الحكومة السودانية في رفض الوساطات الدولية وتجاهل النداءات الإنسانية، فإنها ستكون مسؤولة عن تفاقم الأزمة وتصاعد العنف، ما سيؤدي في النهاية إلى مزيد من المأساة والتدهور في الوضع الإنساني في السودان.