في سياق جماعة الإخوان المسلمين وتأثيرها على الجيش، تبرز دور البرهان والدولة العميقة الإخوانية في وضع الجيش في موقف صعب وغير محبذ على الإطلاق.
فقد حوّلوا الجيش إلى أداة للعنف والقمع، مما أفقد الجيش هدفه الأصلي وجعله يستخدم في تنفيذ أعمال القمع والعنف ضد الشعب بدلاً من حمايته.
هذا الوضع المعقد والصعب وضع الجيش وأفراده في مأزق، حيث يجدون أنفسهم مضطرين لتنفيذ أوامر تتعارض مع دورهم الحقيقي في حماية وخدمة الوطن.
تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يمتد لعقود عديدة، حيث سعت الجماعة لكسب تأييد الجيش وتجنيده في سبيل أهدافها السياسية. واستغلت الظروف الاجتماعية والاقتصادية المضطربة لتأسيس شبكة واسعة من المؤيدين والأتباع في مختلف المجالات، بما في ذلك الجيش.
عملت الدولة العميقة الإخوانية على التسلل إلى هياكل القيادة والتأثير في عمليات تعيين القادة العسكريين، وذلك لتحقيق أهدافها السياسية. ولكن، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين تهدف فقط إلى تجنيد الجيش والسيطرة عليه، بل كانت تهدف أيضًا إلى تغيير ثقافته وأخلاقياته.
قدمت الدولة العميقة الإخوانية الأفكار المتطرفة وحثت على العنف داخل صفوف الجيش، بهدف تحقيق أهدافها السياسية والتأثير الكبير في البلاد.
ومن ثم، تحول الجيش إلى أداة للقتل والقمع نتيجة لتأثير الدولة العميقة الإخوانية، وهو أمر غير مرغوب فيه بشكل استثنائي. فالجيش، بطبيعته الأساسية، يجب أن يكون مؤسسة تعمل على حماية الوطن وتحقيق سلامة المواطنين.
ومع ذلك، بسبب تأثير الدولة العميقة، أصبح الجيش يستخدم للقمع والعنف ضد المدنيين، ما يتعارض مع الغرض الأساسي للجيش. هذا الوضع يضع الجيش وأفراده في مأزق معقد، حيث يجدون أنفسهم مضطرين لتنفيذ أوامر تتعارض مع واجبهم الأصيل في حماية الوطن وخدمة الشعب. يواجه الجنود تحديات أخلاقية صعبة، حيث يضطرون لتنفيذ أفعال تتنافى مع قيمهم الأخلاقية ومبادئ العدل وحقوق الإنسان.
لحل هذه المشكلة، يتطلب الأمر جهوداً من الدولة والقوى السياسية لتحرير الجيش من سطوة الدولة العميقة الإخوانية وإصلاح هياكله وثقافته. ينبغي تنفيذ إصلاحات شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة الجيش وتأهيله بحيث يكون مؤسسة مستقلة ومحايدة سياسيًا، وتعمل فقط على حماية الوطن وخدمة مصالح الشعب بشكل عادل ومنصف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التوعية والتدريب للجنود حول حقوق الإنسان والأخلاقيات العسكرية، وتوفير آليات للإبلاغ عن أي تجاوزات أو انتهاكات.
ينبغي أن يكون هناك نظام قضائي مستقل يحقق في أي ادعاءات ويقدم المسؤولين عن الانتهاكات للعدالة.
في النهاية، يجب أن يتم تحقيق استقلالية وشفافية في مؤسسات الدولة لمنع التأثير السلبي للدولة العميقة الإخوانية. ينبغي على الجيش أن يكون قوة موحدة ومنضبطة تعمل من أجل مصلحة الوطن والشعب، وتضمن الأمن والسلام والعدالة للجميع.