الجاريان تفضح مجزرة جيش البرهان
في واقعة مروعة تهز السودان، تعرضت منطقة فقيرة جنوب الخرطوم لقصف مأساوي، أسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة 106 آخرين.
وفيما يثير استياء السكان، الهجوم تم من قِبل دبابات الجيش في منطقة بعيدة عن أهداف عسكرية. وفقًا لشهود العيان، تم إطلاق ست قذائف من دبابات الجيش من موقع يُعرف بـ "الشجرة"، وهي واحدة من المناطق القليلة التي يسيطر عليها الجيش في العاصمة السودانية، مستهدفة سوقًا في حي مايو.
تنبثق المخاوف حول ارتفاع حصيلة الضحايا، إذ لا يمكن للعديد من المصابين الوصول إلى المستشفيات لتلقي العلاج. تعيش مايو بشكل رئيسي سكانًا فقراءً لم يتمكنوا من تحمل تكاليف النزوح منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منتصف أبريل.
على الرغم من أن قوات الدعم السريع تسيطر على 90٪ من العاصمة، فإنه لم يتم توضيح السبب وراء استهداف هذه المنطقة التي تضم سكانًا مدنيين عزل. تتفاقم المأساة الإنسانية في السودان، حيث يواجه الأطباء والكوادر الطبية ضغوطًا هائلة في مواجهة العديد من الحالات بأعداد محدودة من الموظفين.
وعليه، تمّ إصدار نداء لجميع الأطباء والكوادر الطبية القريبة للحضور إلى المستشفيات وتقديم المساعدة بأقصى إمكانياتهم.
عبد المطل صابون، أحد سكان المنطقة ومتطوع في مستشفى البشير القريب، أعرب عن صدمته قائلاً: "هذا هو اليوم الأسوأ الذي رأيته منذ بدء الحرب، لن أنسى أبدًا المشاهد المروعة للنساء والأطفال والرجال في وضع صعب... لا أستطيع أن أفهم سبب استخدام القوة العسكرية الثقيلة سوى لقتل الأبرياء".
وأضاف محمد زين، وهو مقيم آخر في حي مايو: "لا يستطيع أحد مغادرة هذه المنطقة، فعائلاتنا جميعها هنا ولا يمكنهم الهروب".
يأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من إعلان عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني والزعيم الفعلي للبلاد، انسحابه من محادثات وقف إطلاق النار، حيث اتهم قوات الدعم السريع بعدم الامتثال لالتزاماتها وعدم تنفيذ الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية.