كان احمد عوض الكريم موظفاً عادياً للتراخيص ببلدية امدرمان ومتزوجا حديثاً من كريمة الحاج محي الدين الفكي مكاسر ، صاحب مخازن العامل الشهيرة بالسوق العربي بالخرطوم ، عندما التقي بالأمير الشاب زايد بن سلطان آل نهيان في أم درمان وتآلف قلباهما وتمت بينهما مودة عظيمة .
عرض عليه الأمير الشاب التوجه لمركز سكاني مغمور في الإمارات المتصالحة بالخليج يسمى ابو ظبي ليؤسس لهم هناك بلدية وخاصة ان بشائر البترول على وشك الظهور هناك .
ورغم المرتب المتواضع الذي عرض عليه ، حيث كانت مشيخة ابو ظبي تنال دعماً مالياً محدوداً من دولة الكويت ، إلا أن احمد قبل العرض ( لأنه سيكون مع صديقه الأمير الشاب).
كان حاكم ابو ظبي وقتها هو شقيق الشيخ زايد ، والشيخ شخبوط بن السلطان آل نهيان والذي عندما ظهر البترول لأول مرة حوالي عام65 -1966 ، وافتتح اول بنك بأبو ظبي هو بنك باركليز ، ووضعت فيه أول الأموال البترولية التي دفعت نظير امتياز الحفر وهي مبلغ مليون دولار لاغير ، كان الشيخ المتوجس كثيراً ما يتصل بمدير البنك الانجليزي الشاب ليتأكد من ان الأموال في الحفظ والصون بالخزينة ، بل يذهب احياناً ليعدها دولاراً دولارا .
وأثناء ذلك كان احمد عوض الكريم يبني البلدية طوبة بعد طوبة لم يستأثر بالأمر وحده ، بل استعان برؤسائه بالسودان وتشاور معهم واتصل بكبار مخططي المدن في اوروبا عامة وانجلترا خاصة لتخطيط العاصمة ووضع أساس تطورها المستقبلي لتكون بحالتها اليوم . وأثناء ذلك تدفق البترول وسافر الشيخ شخبوط لانجلترا للبحث في الاتفاقيات الجديدة للتنقيب وقضايا أخرى ، وأثناء غيابه اجتمعت أركان أسرة آل نهيان واتخذت قراراً بالإطاحة بالشيخ شخبوط وتنصيب شقيقه الشيخ زايد اميراً على ابوظبي . وكبرت ابوظبي وكبر معها الشيخ احمد عوض الكريم والذي حرص على مساعدة مئات وآلاف الشباب على العمل والازدهار في ابوظبي ، من مختلف الأجناس والأعراق والديانات ، وكثير منهم سودانيون ، تحت شعار العطاء والازدهار لابوظبي أولاً واخيراً وبعد ذلك يلتفتون لأنفسهم . وهاهي عاصمة الإمارات العربية المتحدة ترفع رأسها شامخة بين عواصم الدول ويكاد كل حجر فيها يصدح بالثناء على احمد عوض الكريم العبقري . وعندما كان الشيخ زايد على فراش الموت أوصى أبناءه وأهله على الاستئثار بأحمد والتشاور معه في كل كبيرة وصغيرة مثلما شاوره هو ، وعمل الأبناء بوصيته .
واليوم ، والشيخ احمد على مشارف الثمانين من عمره المديد بإذن الله فإن أعماله بوطنه السودان لا تخفى على احد ، مسجد سوق الشجرة ومسجد الضرير ومساجد الفادني ومدينة النيل وغيرها من أعمال الخير التي ستبقى مآثره شاهدة بها على مدى السنين .
Tags:
أخبار السودان