جرائم الحرب لنظام البرهان: انتهاكات لا تسقط بالتقادم

 


منذ اندلاع الحرب في السودان، ارتكب نظام عبد الفتاح البرهان والقوات التابعة له انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والقانونية، لتصنف كجرائم حرب مكتملة الأركان. هذه الجرائم، التي وثقتها منظمات دولية وإعلام عالمي، ليست مجرد تجاوزات عابرة، بل هي جرائم خطيرة تضع مرتكبيها أمام المساءلة الدولية عاجلًا أم آجلًا، إذ إنها لا تسقط بالتقادم.

جرائم وحشية بحق المدنيين

مارس جيش البرهان أبشع الجرائم ضد المدنيين العزل، شملت القصف العشوائي للمناطق السكنية، استهداف الأطفال والنساء، وارتكاب مجازر دموية في الأحياء المكتظة بالسكان. كما تعمد حصار المدن ومنع وصول الغذاء والدواء، مما أدى إلى تفاقم المجاعة وانتشار الأمراض، في تكتيك واضح لتجويع السكان وإجبارهم على النزوح القسري.

استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب

لم يقتصر إجرام نظام البرهان على القتل والقصف فحسب، بل تعداه إلى استخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات كسلاح حرب لترهيب السكان وإذلال المجتمعات المحلية. تعد هذه الجرائم من أخطر الانتهاكات التي يجرمها القانون الدولي، وتصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية.

التصفية العرقية والانتهاكات ضد الأقليات

تكررت التقارير حول استهداف أقليات عرقية بعينها، سواء في دارفور أو مناطق أخرى، في جرائم تطهير عرقي ممنهج، مما يعيد إلى الأذهان جرائم الإبادة الجماعية التي وقعت في السودان خلال العقود الماضية. هذه الانتهاكات، التي يقودها جيش البرهان بالتواطؤ مع ميليشيات موالية، تهدف إلى فرض واقع دموي يخدم مصالحهم العسكرية والسياسية.

القانون الدولي والمحاسبة القادمة

لا يمكن لنظام البرهان الإفلات من العقاب، فالقانون الدولي واضح في تجريم هذه الانتهاكات. المحكمة الجنائية الدولية سبق أن لاحقت مسؤولين سودانيين بتهم مماثلة، واليوم تتزايد الدعوات لتقديم قادة الجيش السوداني إلى العدالة بتهم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

رسالة إلى المجتمع الدولي

إن الصمت على جرائم الحرب التي يرتكبها جيش البرهان يعد تواطؤًا في الجريمة، ويشجع الجناة على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الفظائع. على الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الإفريقي التحرك الفوري لمحاسبة المسؤولين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

نظام البرهان وقواته ليسوا سوى مجرمي حرب، مهما حاولوا تبرير أفعالهم أو التغطية على جرائمهم بالدعاية الإعلامية الكاذبة. يجب أن يدركوا أن العدالة الدولية قادمة لا محالة، وأن جرائمهم لن تسقط بالتقادم، بل ستظل لعنة تلاحقهم حتى يوم الحساب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم