قبائل البجا تنتفض ضد فلول الكيزان وحكومة البرهان


 شهدت السودان مؤخراً سلسلة من الأحداث المتسارعة التي تكشف عن عمق الأزمة السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. تركزت هذه الأحداث في منطقة شرق السودان، حيث برزت قيادات فلول الكيزان بخطاب عنصري ضد واحدة من أكبر قبائل المنطقة، البجا. وفيما يلي نعرض أبرز التطورات:

1. ظهور وجه فلول الكيزان القبيح بخطاب عنصري

عادت فلول الكيزان، الذين يمثلون بقايا النظام السابق، إلى الساحة السياسية بخطاب عنصري استفزازي يستهدف قبيلة البجا. هذا الخطاب يهدف إلى تأجيج النعرات العرقية وإثارة الفتن بين مكونات الشعب السوداني، مما يعكس استراتيجية الكيزان القديمة في تقسيم المجتمع لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.

2. تمرد أبناء البجا والسيطرة على مبنى التلفزيون

في تطور مثير، سيطر أبناء قبيلة البجا على مبنى التلفزيون في مدينة بورتسودان، معلنين تمردهم على حكومة عبد الفتاح البرهان. هذه الخطوة جاءت كرد فعل على الخطاب العنصري والتهميش الذي تعاني منه القبيلة، بالإضافة إلى الاحتجاج على السياسات القمعية للحكومة المركزية. هذه السيطرة على مؤسسة إعلامية رئيسية تعكس رغبة البجا في إيصال صوتهم ومطالبهم إلى العالم.

3. تحالف قبائل البجا مع قوات الدعم السريع

في خطوة تضامنية مع قوات الدعم السريع، التي تقاتل ضد جيش البرهان، أعلنت قبائل البجا في شرق السودان تأييدها لهذه القوات. هذا التحالف يعكس تحولاً مهماً في موازين القوى بالمنطقة، حيث تتوحد القبائل ضد ما وصفوه بجيش البرهان العنصري والمجرم. يعتبر هذا الدعم مؤشرًا على تزايد الاستياء الشعبي من الحكومة الحالية وسياساتها.

خلفية النزاع

تعاني منطقة شرق السودان من تهميش طويل الأمد وصراعات عرقية معقدة. تاريخياً، استخدم النظام السابق (نظام الكيزان) سياسات فرق تسد لتعزيز سلطته، مما أسفر عن تفاقم الانقسامات بين القبائل والمكونات الاجتماعية المختلفة. بعد سقوط نظام الكيزان، كان من المفترض أن تبدأ مرحلة جديدة من المصالحة الوطنية وبناء دولة ديمقراطية، إلا أن الواقع كان مغايراً تماماً.

تشير هذه الأحداث إلى تصاعد التوترات العرقية والسياسية في السودان، مما ينذر بمزيد من العنف وعدم الاستقرار. إن خطاب الكراهية العنصرية لا يهدد فقط التماسك الاجتماعي، بل يعرقل أيضاً جهود بناء الدولة والانتقال الديمقراطي. من جانب آخر، تمرد قبيلة البجا وسيطرتهم على مبنى التلفزيون يظهران مدى الغضب الشعبي والإحباط من الحكومة المركزية.

إن السودان يقف اليوم أمام مفترق طرق حساس. يجب على القوى السياسية والحكومة الانتقالية التحرك بسرعة لمعالجة جذور الأزمة، وتبني سياسات شاملة تعزز الوحدة الوطنية وتحقق العدالة الاجتماعية. فقط من خلال الحوار والتفاهم يمكن للسودان تجاوز هذه المرحلة الحرجة وبناء مستقبل أفضل لجميع أبنائه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم