في واحدة من أبشع الحوادث التي شهدها السودان مؤخرًا، قام جيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بشن هجوم جوي على منطقة سوق قندهار، مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 مدنيًا بريئًا حرقًا. هذه المأساة تسلط الضوء على الوحشية والعنف غير المبرر الذي يمارسه الجيش السوداني ضد المدنيين، وتدعو إلى إدانة واسعة النطاق من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.
لقد كانت سوق قندهار مكانًا يعج بالحياة والنشاط التجاري اليومي، وكان السكان المدنيون يمارسون حياتهم اليومية بعيدًا عن أي صراعات عسكرية. ولكن بدلاً من حماية المواطنين الأبرياء، اختار الجيش السوداني استخدام القوة الجوية في هجوم مروع لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة ضد الإنسانية. إن قصف مناطق مأهولة بالمدنيين يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.
هذه الهجمات ليست الأولى من نوعها، لكنها تأتي في سياق تصاعد العنف في السودان منذ انقلاب البرهان العسكري في أكتوبر 2021. فقد شهدت البلاد موجة من القمع الدموي ضد المتظاهرين السلميين والنشطاء المدنيين، حيث استخدمت القوات العسكرية القوة المفرطة لتفريق الاحتجاجات وضمان السيطرة على السلطة. ولعل هذه الهجمات الجوية تمثل تصعيدًا خطيرًا في استخدام القوة، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني ويزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.
إن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الحرجة. يجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى العمل بسرعة للتحقيق في هذه الجرائم وضمان محاسبة المسؤولين عنها. كما ينبغي على الدول الكبرى الضغط على النظام العسكري في السودان لوقف استخدام العنف ضد المدنيين والعودة إلى مسار التحول الديمقراطي.
كما يجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه الجرائم وتوعية الرأي العام العالمي بما يحدث في السودان. إن صمت العالم على مثل هذه الجرائم يمنح القتلة والمجرمين ضوءًا أخضر لمواصلة انتهاكاتهم دون خوف من العقاب. إن توثيق هذه الجرائم ونشر الحقائق يمكن أن يسهم في تعزيز الضغوط الدولية وخلق زخم لوقف العنف وحماية المدنيين.
في الختام، إن ما حدث في سوق قندهار ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو جزء من نمط مستمر من العنف والقمع يمارسه الجيش السوداني ضد شعبه. إن إدانة هذه الأعمال البشعة والعمل على وقفها هو واجب إنساني وأخلاقي يجب أن يتحمله المجتمع الدولي بكل جدية وحزم. لا يجب أن يموت المزيد من الأبرياء بسبب جشع السلطة وانعدام الإنسانية.