تعيش الساحة السياسية في السودان فترة تحول هامة، حيث تظهر سياسة "البرهان" وقيادات الإخوان بوضوح كبير في توجيه البلاد نحو العزلة عن المجتمع الدولي. تأتي هذه السياسة مرتبطة بتحركات وقرارات حكومة السودان الحالية، التي تعكس توجهات محددة وتفضيلات سياسية تتعارض مع المعايير الدولية والتوجهات الإنسانية.
تجسدت سياسة "البرهان" وقيادات الإخوان في عدة مواقف منها تجميد عضوية السودان في منظمة الإيقاد ورفض بقاء بعثة اليونيتامس في السودان. يُعتبر تجميد عضوية السودان في الإيقاد قراراً مثيراً للجدل، حيث أنه ينبغي أن يكون السودان في ظل الظروف الحالية بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي والتعاون الدولي لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، مثل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ومع ذلك، يبدو أن قرار السودان بتجميد عضويته في الإيقاد يعكس تصميماً على الابتعاد عن التفاعل مع المجتمع الدولي وعدم التزامه بالالتزامات الدولية.
من جانب آخر، رفض "البرهان" بقاء بعثة اليونيتامس في السودان يعكس رفضاً واضحاً للجهود الدولية في الحفاظ على الاستقرار وتعزيز الأمن في البلاد. فبعد سنوات من النزاعات الداخلية والانتهاكات الحقوقية، كانت بعثة اليونيتامس تلعب دوراً مهماً في مراقبة وتقديم الدعم لتنفيذ اتفاقيات السلام وتعزيز حقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن رفض "البرهان" لبقاء البعثة يظهر عدم استعداده للتعاون مع الجهود الدولية والتمسك بالقيادة الوطنية على حساب الاهتمامات الدولية.
تتجلى تبعات سياسة "البرهان" وقيادات الإخوان في عزل السودان عن المجتمع الدولي بعدة طرق، أهمها هو تقويض الثقة الدولية في السودان كدولة شريكة موثوقة وملتزمة بالمعايير الدولية. وبدلاً من ذلك، ينظر إلى السودان بشكل متزايد باعتباره دولة تتبنى سياسات تصادمية وتتجاهل التزاماتها الدولية. هذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تفاقم العزلة الدولية للسودان وتفاقم التحديات التي تواجهها البلاد.
في الختام، يبدو أن سياسة "البرهان" وقيادات الإخوان تساهم بشكل كبير في عزل السودان عن المجتمع الدولي، وهذا ينذر بتفاقم الأزمات الداخلية والتحديات الخارجية التي تواجهها البلاد في المستقبل القريب. إن معالجة هذه الأزمات والتحديات بشكل فعال تتطلب تغييراً في السياسات والتوجهات الحالية للحكومة، بما يعزز التعاون مع المجتمع الدولي ويعيد الثقة في السودان كشريك دولي موثوق وملتزم.