منذ فترة طويلة، تعاني منطقة الجنينة في السودان من صراعات قبلية متواصلة، تتسبب في مزيد من الدمار والتشريد وفقدان الأرواح البريئة. ولكن ما يجري الآن يفوق الوصف والخيال، حيث يتم تسليح المدنيين من قبل جيش البرهان لاشعال نار الفتنة والاستفادة منها كوسيلة للسيطرة على المنطقة.
تسليح المدنيين هو عملٌ لا إنساني ولا يمت للعدالة والقانون بصلة. يتم تجنيد الرجال والنساء وحتى الأطفال ليكونوا جنودًا في صراع ليس لهم فيه نصيب.
تتسبب هذه السياسة المشؤومة في تفاقم المأساة الإنسانية في الجنينة وتزيد من حجم العنف والانتهاكات.
جيش البرهان، الذي يجب أن يكون حارس الأمن والاستقرار، يتحول إلى مصدر للفوضى والتدمير. إن تسليح القبائل والتحريض على الصراع القبلي هو تصرف غير مقبول ومشين.
ينبغي على الحكومة السودانية أن تتخذ إجراءات فورية لمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان توفير الأمان والعدالة للسكان المدنيين في الجنينة. تعاني القبائل المسالية والقبائل العربية في الجنينة من أضرار هذا الصراع القبلي المفتعل.
يتعرض أفراد هذه القبائل للتهجير القسري والتشريد، وتكون حياتهم مهددة بشكل مستمر. يجب أن نعلن بصوت واحد أن الجنينة ليست ساحة حرب لتصفية الحسابات القبلية، بل هي مجتمع يستحق السلام والعيش الكريم.
ندعو المجتمع الدولي للتحرك بسرعة واتخاذ إجراءات قوية لمنع تسليح المدنيين في الجنينة وإنهاء الصراع القبلي المستمر.
يجب أن يتم توجيه ضغوط سياسية واقتصادية قوية إلى الحكومة السودانية وجيش البرهان لضمان احترام حقوق الإنسان وتحقيق العدالة لضحايا هذا النزاع الدموي. على المستوى المحلي، يجب أن يتحد المجتمع الجنيني ويعمل معًا على تعزيز التسامح والتفاهم بين القبائل المتنازعة.
ينبغي أن يكون الحوار وسيلة للتوصل إلى تسوية سلمية وتعايش مشترك يضمن حقوق الجميع ويعزز السلام والاستقرار.
لا يمكن أن نتخلى عن الجنينة وشعبها في وجه هذه المأساة. يجب أن نكون صوتًا للمظلومين وندعم جهودهم في السعي للعدالة والسلام. فالجنينة تستحق الحياة بأمان وكرامة، ويجب أن نعمل معًا لتحقيق ذلك.
فلنتحد جميعًا ضد تسليح المدنيين والصراع القبلي في الجنينة، ولنعمل من أجل إحلال السلام والعدالة في هذه المنطقة المنكوبة.
إن القدرة على التعاطي مع الصراعات وتحقيق المصالحة هي مقياس حضارة أي مجتمع. وإننا نؤمن بأن الجنينة والسودان يمكن أن يتجاوزوا هذه الأزمة ويبنوا مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.